الشّفاء ـ طبيعيّات [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الشّفاء ـ طبيعيّات

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

لكن الواقع فى جوار (١) الفلك لا يرتفع إليه من البواقى ما يشوبه ، وأما التي عند المركز فإن الشعاعات الفلكية والتأثيرات السماوية تمزج (٢) بعضها ببعض بما يفيض من المياه ، وما يصعد من الأبخرة والأدخنة (٣) الدائمة الحدوث ، فلا تبقى (٤) صرفه. وهذا لا يستبين من أمره أنه ممتنع محال.

وأما القائلون بالبخار لأنه متوسط بين العناصر ونسبته إلى الأطراف البعيدة نسبة واحدة ، وإن كانت مختلفة ، (٥) بالتخلخل والتكاثف ، فمن سلم لهم أن الشىء ، إذا كانت نسبته إلى أشياء أخرى هذه النسبة كان أولى أن يكون عنصرا. ولو كان هذا حقا لكان كل واحد من العناصر بهذه (٦) الصفة ؛ وذلك لأن الهواء أيضا إذا يبس كان نارا ، وإذا يبس أشد كان أرضا ، وإذا برد كان بخارا ، (٧) وإذا برد أشد كان ماء. ولا (٨) فرق إلا أن الانتقال هناك بمتقابلين ، وهما التكاثف والتخلخل ، (٩) والانتقال هاهنا بغير متقابلين. إلا أنه ليس بينا بنفسه أنه يجب أن يكون المتوسط الذي ينتقل إلى الأطراف (١٠) بمتقابلين هو الأسطقس (١١) الأول ، لا غير.

على أن البخار ليس شيئا إلا ماء قد تفرق (١٢) وانبسط ، كما أنه ليس الغبار والدخان إلا أرضا تفرق وانبسط. (١٣) وليس (١٤) هو عنصرا خامسا ، أو بعنصر خامس ؛ بل هو فتات بعض العناصر وبثاثته ، (١٥) مع بقاء نوعه. وإنه لو انسلخ نوعه فى ذلك الطريق لا نسلخ إلى الهوائية لا غير ، ولم ينسلخ (١٦) إلى البخارية.

ولا يلتفت إلى ما يقوله من يظن (١٧) أن الأسطقس (١٨) لا يستحيل إلى آخر (١٩) إلا بتوسط ،

__________________

(١) د : جواز (٢) م ، ط : يمزج

(٣) ب : من الأدخنة والأبخرة

(٤) م ، ط : يبقى (٥) م : وإن كانت مختلفة نسبة واحدة.

(٦) م : بهذا (٧) م : ـ وإذا برد كان بخارا

(٨) ط : فلا (٩) د : والتحليل

(١٠) سا : تنتقل إليه

(١١) ب : الاستقص

(١٢) م : يفرق

(١٣) م : ـ كما أنه ليس الغبار والدخان إلا أرضا تفرق وانبسط

(١٤) م : فليس

(١٥) د : وثباته

(١٦) م : يسلخ

(١٧). ٤ ط : ظن

(١٨) ب : الاستقص

(١٩) د : إلى أجزاء