وأما القائل بالمحبة والغلبة فلأنه لا يرى (١) كونا ، ولا فسادا للعناصر ، ثم ينسى ذلك ، فيجعل العناصر قد تستحيل (٢) عند غلبة المحبة وتأحيدها إياها ، وجمعها لها (٣) كرة هى مخالفة فى الطباع للعناصر. وكذلك تستحيل الكرة ، فتتفرق (٤) إلى العناصر. فيكون الاجتماع عنده (٥) يردها إلى المادة المشتركة لا محالة ، ويفسخ عنها صورة العناصر. ويكسوها صورة الكرة ؛ والافتراق يخلع صورة الكرة عنها إلى صورة العناصر. ويلزم من وجه أن يجعل المحبة محركة حركة خارجة عن الطبع ، وهى طبيعة (٦) التحريك عنده.
أما أنه كيف تصير (٧) علة لذلك فلأن (٨) الطبيعى من حركات العناصر عند الجميع ، وعند قائل هذا القول ، يوجب تباعد بعضها عن بعض ، ومفارقتها بأن تنزل (٩) الأرض ، وتصعد (١٠) النار ؛ وإذا تحركت إلى الاتحاد (١١) فقد أخرجت (١٢) عن طبيعتها. والمحبة أيضا ، تصير (١٣) عنده مفرقة ، ويتحاشى من ذلك.
أما كيف يلزم أن تكون (١٤) مفرقة فلأنها تفرق (١٥) بين المادة وصور (١٦) (١٧) العناصر ، (١٨) فتكون (١٩) قد فرقت (٢٠) بين ما هو (٢١) أشد مجاورة من مجاورة الأجسام المتلاقية أو المتصلة (٢٢) بعضها ببعض. وأيضا فلأنها لا تجتمع (٢٣) إلا فرقت أى جمع نسب إليها.
وأما القائلون بالأرض والنار فقد أضلهم ظنهم أنه لا استحالة إلا على طريق الاستقامة. وهم ، مع ذلك ، يسلمون أن الماء له استحالة إلى جهة الأرض ، وأخرى إلى جهة الهواء والنار. فلو كان اعتبار الاستحالة مقصورا على استقامة من جهة إلى جهة ، من غير انعكاس ، لكانت المائية إنما تتجه فى استحالتها مثلا (٢٤) إلى الهوائية وإلى النارية ، ولا تنعكس ، حتى تكون الهوائية تتجه إلى المائية ، والمائية إلى الأرضية. (٢٥)
__________________
(١) م ، د : فإنه لا يرى. (٢) م ، ط : يستحيل
(٣) ب ، سا : ـ لها
(٤) م : فيفرق ، وفى سا : فيتفرق
(٥) د : عند (٦) د : طبيعته
(٧) م ، ط : يصير (٨) د : فذلك لأن
(٩) م ، ط : ينزل (١٠) ط : ويصعد
(١١) ب : الايجاد (١٢) ط : خرجت
(١٣) م ، ط : يصير (١٤) م ، ط : يكون
(١٥) سا : فلا يفرقى (١٦) م : والصورة
(١٧) سا : صورة (١٨) ط : الصورة التي للعناصر.
(١٩) م ، ط : فيكون
(٢٠) م : تفرقت (٢١) د : ـ هو
(٢٢) د : والمتصلة (٢٣) م ، ط : يجتمع.
(٢٤) د : ـ مثلا
(٢٥) م : الأرض بدلا من «الأرضية»