إلى الشمال ، والأوجات والحضيضات المتغيرة فى أمكنتها. فيشبه أن تكون هذه (١) أسبابا عظاما فى إحداث المائية فى جهة أو نقلها (٢) إليها ، وإبطال المائية من جهة أو نقلها (٣) عنها إذ (٤) نقل المائية من جهة إلى جهة إنما يكون بتوسط إحداث المائية فى جهة وإفنائها من جهة ، وإحداثها إنما يكون بتبخير الرطوبة وتصعيدها بالتبخير (٥) إلى جهة خاصة من (٦) الأرض ، وإن كان كل واحد منهما (٧) يعظم ويكثر على الدهر حتى يؤثر فى هيئة شكل الماء لسيلان الماء إلى الغور وكشفه للنجد.
وقد أعان على هذا (٨) أسباب أخرى ، إذ لا بد من حدوث طين بين الماء والأرض ، ولا بد من نفوذ قوة الشمس والكواكب إلى الطين وتحجيرها (٩) إياه إذا انكشف (١٠) حتى تتخلق الجبال ، على ما قلناه. فإذا (١١) كان كذلك ، لم يكن بد من أن يكون بر وبحر ، وفى ذلك حكم إلهية لولاها لم يكن للحيوانات الأرضية التي تعيش بالنسيم مكان طبيعى. فلمثل هذا السبب ما انكشف من الأرض شىء برّا. والأولى أن يكون المستولى على الأرض هو الماء الذي من حقه أن يفيض على كليتها.
ثم أن أصحاب الرصد وجدوا ربع الأرض برا وإذا (١٢) وجد (١٣) هذا ، فمن الذي يطمع فى (١٤) أن يكون غيره برا يعتد به ، إلا جزائر قليلة. فإن انكشاف الربع كثير ، ووجد هذا الربع آخذا فى طوله نصف دور الأرض ، على ما سنوضح هذا فى الفن الذي نتكلم فيه (١٥) على الهيئة ، ووجد عرضه آخذا ربع دور الأرض إلى ناحية الشمال ، حتى يكون الربع الشمالى بالتقريب منكشفا ثم لم يقم برهان (١٦) واضح على أن الأرباع (١٧) الأخرى مغمورة بالماء ، إلا ما يوجبه أغلب الظن بسبب وجوب غمور الماء للأرض. إذ (١٨) الماء بحسب غالب الظن أكثر لا محالة من الأرض أضعافا ، لأنه يشبه أن يكون كل عنصر بحيث لو استحال بكليته إلى عنصر آخر كان مثله ، والماء يتصغر حجمه عند الاستحالة أرضا. وأما أمر كون الشمس
__________________
(١) هذه : هذا م
(٢) أو نقلها (الأولى والثانية) : ونقلها ب.
(٣) أو نقلها (الأولى والثانية) : ونقلها ب.
(٤) إذ : لأن د ؛ لكن سا
(٥) بالتبخير : ساقطة من د ، سا ، م
(٦) من (الثانية): + جهة سا.
(٧) منهما : منها ط ، م
(٨) هذا : هذه ب (٩) وتحجيرها : وتحجيره ب
(١٠) انكشف : انكشفت ط.
(١١) فإذا : وإذا ب ، سا
(١٢) وإذا : وإذ د ، م (١٣) وجد : وجدوا م
(١٤) فى : ساقطة من م (١٥) فيه : ساقطة من ط
(١٦) برهان : البرهان م (١٧) الأرباع : أرباع م
(١٨) إذ : إذا م.