المشف ممكن ، (١) إلا أن المشف يمكن مفارقا محاذيا حتى يؤثر ، وهذا يمكن مفارقا محاذى المحاذى. ثم البرهان يمنع من صحة غير هذا ، كما ستعلمه. والصوت قد يسمع من أى محاذاة (٢) اتفقت ، لأن له ناقلا ينقله الى السمع. وليس يتعجب من ذلك ولا يقال : لم ينقله ، ولم كان القرع صوتا ؛ لأن ذلك كذلك (٣) نفسه (٤) وطبعه ، فكذلك (٥) هاهنا.
فهذا المذهب فى تأدى الأشباح الى البصر ، عكس المذهب الأول. ونحن سنتكلم فيه فى غير هذا الموضع.
والمذهب الثالث ، مذهب من يقول : إن شبح المرئى يتصور كما هو فى المرآة ، فإذا (٦) رؤيت (٧) المرآة بالمحاذاة رؤى أيضا الشبح المنطبع فيها. وهذا المذهب مضطرب لا حقيقة له. وهذا الانطباع قول لا معنى له ، لأن انطباع صورة شىء فى شىء يوجبه نوع من المحاذاة (٨) لا يتغير عن (٩) موضع إلى موضع بزوال شىء ثالث لا تأثير له فيه. كما أن الضوء إذا نقل على الوجه المحاذى لوّن الشىء مع انتقاله عكسا ، مثل ما يعرض للحائط أن يخضر بسبب انعكاس الضوء عن الحضرة إليه. فإن ذلك اللون يلزم موضعا واحدا بعينه ولا يختلف على المنتقلين. (١٠)
وأنت ترى صورة الشجرة فى الماء ، ينتقل مكانها من الماء مع انتقالك. وفرق بين اللون المستقر فى الشىء نفسه ، وإن كان فى غيره ؛ (١١) وبين اللون (١٢) الساطع (١٣) إليه من غيره ، ما دام محاذيا له بتوسط الضوء سطوعا مستقرا ، إلى أن تزول المحاذاة (١٤) ، مثل (١٥) البرق (١٦) ومثل صبغ الياقوت لليد ؛ وبين الخيال الذي لا حقيقة ارتسام (١٧) له.
فهذا (١٨) المذهب لا حقيقة له ، بل الصورتان إنما تتحدان فى الأبصار وإحداهما علة بوجه ما لتأدى الأخرى (١٩) إلى البصر. فإذا رؤيتا (٢٠) معا ، ظن أن إحداهما فى الأخرى. وكيف كان
__________________
(١) المشف ممكن إلا : ساقطة من ط
(٢) محاذاة : محاذات ط (٣) نفسه وطبعه فكذلك : ساقطة من سا
(٤) نفسه : لنفسه ب ، د ، م
(٥) فكذلك : كذلك ب ، د ، م
(٦) فإذا : وإذا د ، سا ، ط ، م
(٧) رؤيت : رأيت ب ، ط (٨) المحاذاة : المحاذات ط
(٩) عن : من د ، سا (١٠) المنتقلين : المنقلين م
(١١) وان كان فى غيره : ساقطة من ط
(١٢) اللون : النور سا (١٣) الساطع : السامع د
(١٤) المحاذاة : المحاذات ط (١٥) البرق ومثل : ساقطة من ب
(١٦) البرق : الشرق د ؛ الشروق سا ؛ البروق ط
(١٧) ارتسام : أو تسام م (١٨) فهذا : وهذا م
(١٩) الأخرى (الأولى) : الآخر ط
(٢٠) رؤيتا : رؤيا ب ، سا.