وصفين ، ويوم النهر ، يقول : عباد الله اتّقوا الله وغضوا الابصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلّوا الكلام ، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجاولة والمبارزة والمناضلة والمنابذة والمعانقة والمكادمة ، (١) ، وأثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلّكم تفلحون ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين.
[ ٢٠٠٥٧ ] ٣ ـ قال : ـ وفي حديث مالك بن أعين ـ قال : حرض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس بصفين فقال : إن الله عزّوجلّ قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، وتشفى بكم على الخير الإِيمان بالله ، والجهاد في سبيل الله ، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، وقال جلّ وعزّ : ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) (١) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا الدارع ، وأخّروا الحاسر ، وعضوا على النواجد ، فإنّه أنبى للسيوف عن الهام ، والتووا على أطراف الرماح ، فإنّه أمور للأسنّة ، وغضّوا الأبصار فإنّه أربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، وأولى بالوقار ، ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا تجعلوها إلاّ مع شجعانكم فإنّ المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ ، ولا تمثلوا بقتيل ، واذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا تدخلوا داراً ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أُمراءكم وصلحاءكم فإنهنّ ناقصات القوى والانفس والعقول ، وقد كنّا نؤمر بالكف عنهن وهنّ مشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها وعقبه من بعده ، واعلموا أنّ أهل الحفاظ هم الذين يحتفون
__________________
|
(١) المكادمة : العض بأدنى الفم ، وكذلك إذا أثرت فيه بحديدة ( الصحاح ـ كدم ـ ٥ : ٢٠١٩ ). |
٣ ـ الكافي ٥ : ٣٩ / ٤.
(١) الصف ٦١ : ٤.