الفصل السابع (١)
فى حل الشّبه التي أوردوها (٢) فى إتمام القول فى المبصرات
التي لها أوضاع مختلفة من (٣) مشقات ومن صقيلات (٤)
فلنحل الآن الشبه المذكورة. فأما ما تعلقوا به من أن القرب يمنع الإبصار وأن انتقال الألوان والأشكال عن موادها مستحيل ، (٥) فهذا إنما كان يصح لهم لو قيل : إن الإبصار أو شيئا من (٦) الإحساسات إنما هو بنزع الصورة من المادة على أنه أخذ نفس الصورة من المادة ونقلها إلى القوة الحاسة. وهذا شىء لم يقل به أحد ، بل قالوا إن ذلك على سبيل الانفعال. والانفعال ليس أن (٧) يسلخ المنفعل قوة الفاعل أو كيفيته ، بل أن يقبل منه مثلها أو جنسا غيرها. ونحن نقول : إن البصر يقبل فى نفسه صورة من المبصر مشاكلة للصورة التي فيه لا عين صورته ، وهذا الذي يحس أيضا بالتقريب كالمشموم والملموس فليس يسلب الحاس بذلك صورته ، بل إنما يوجد فيه مثل صورته. لكن من الأشياء ما إلى الانفعال عنه (٨) سبيل بالملاقاة ، ومنها (٩) ما إذا لوقى (١٠) انقطع عنه شىء يحتاج إليه حتى يؤثر أثره ، وهو فى هذا الموضع هو (١١) الشعاع المحتاج إلى اتصاله بالصورة المرئية فى أن يلقى ذو الصورة شبحا عن صورته فى غيره مناسبا لما نراه من إلقائه شبحه المؤكد إذا اشتد عليه الضوء ، حتى أنه يصبغ ما يقابله
__________________
(١) الفصل السابع : فصل ٧ ف.
(٢) أوردوها : يوردها د.
(٣) ومن : وفى د
(٤) صقيلات : صقيلة م.
(٥) مستحيل : يستحيل م.
(٦) من : عن ك.
(٧) إن : ساقطة من ك.
(٨) عنه : منه د ، ك ، م
(٩) ومنها : ومنه د ، م
(١٠) لوقى : لقى د ، ف.
(١١) هو : ساقطة من م.