يكون ذلك فيه أعون على تحقيق صورته من أن يخرج الرائى من العين منتشرا فى السعة.
ومما يتصل بهذا الموضع (١) حال ما نقوله من أوضاع المرئى والرائى والضوء والمرآة ، فنقول : قد يعرض أن يكون المرئى والمضيء والرائى فى شفاف واحد ، وقد يعرض أن يكون المضيء والمرئى فى شفافات (٢) بينها (٣) سطوح ، فإن كان وضع السطح فى المحاذاة التي بين الرائى والمضيء الفاعل للاستنارة لم ير ذلك السطح كسطح الفلك والهواء ، وإن كان السطح خارجا عن ذلك كسطح الماء ونحن فى الهواء ، والمضيء ليس فى هذه المحاذاة ، فإن ذلك السطح ينعكس عنه الضوء الآتى من المضيء إلى البصر ، فيرى متميزا ، فقد علمت ما نعنى بالعكس. وإن كان فى داخل السطح المنعكس عنه مرئى (٤) أراه ما هو فيه على أنه مشف وأراه على أنه مرآة ، وكانت المرآة (٥) التي هناك مطابقة لما يحاذى المرئى إن كان مكشوفا للرائى ، وإن كان مستورا كانت (٦) المرآة ملتقى الخط الخارج من البصر والعمود الخارج من المرئى (٧) الذي فى الماء ، فإن شبحه يتأدى عنه على استقامة.
فإنك إن ألقيت خاتما فى الطشت (٨) بحيث لا تراه ثم ملأته ماء رأيته ، وإن كان المرئى خارجا عن شفاف متوسط غير الشفاف الذي فيه الرائى والمضيء ، فإن المشف المتوسط (٩) يريه وإن كان ليس كذلك ، بل هو من جهة الرائى ، فإن سطح ذلك المشف لا يريه إلا أن يجعل له لون غريب بشيء يوضع (١٠) من ذلك الجانب حتى يرى ككرة البلور الملون أحد جانبيها.
__________________
(١) والضوء : ساقطة من م.
(٢) شفافات : شفافين ك
(٣) بينهما : بينهما ك.
(٤) مرئى : مراى م.
(٥) المرآة : + هى د.
(٦) كانت : وكانت د ، ك.
(٧) المرئى : المراى م.
(٨) الطشت : طست د ؛ الطست م.
(٩) متوسط : يتوسط م.
(١٠) يوضع : بموضع م.