البحث
البحث في الشّفاء ـ طبيعيّات
الفصل الثامن (١)
فى سبب رؤية الشيء الواحد (٢) لشيئين (٣)
لنقل فى سبب رؤية الشىء الواحد كشيئين فإنه موضع نظر ، وذلك لأنه أحد ما يتعلق به (٤) أصحاب الشعاعات أيضا. ويقولون : إنه إذا كان الإبصار بشيء خارج من البصر يلقى البصر ثم يتفق أن ينكسر وضعه عند البصر ، وجب أن يرى الشىء الواحد لا محالة كشيئين متباينين فيرى (٥) اثنين. وليسوا يعلمون أن هذا يلزمهم الشناعة بالحقيقة ، (٦) وذلك لأن الإبصار إن كان بمماسة أطراف الشعاعات وقد اجتمعت عليه ، فيجب أن يرى على كل حال واحدا. ولا يضر فى ذلك انكسار أطراف الشعاعات المنكسرة ، بل الحق هو أن شبح المبصر يتأدى بتوسط الشفاف إلى العضو القابل المتهيئ (٧) الأملس النير من غير أن يقبله جوهر الشفاف أصلا من حيث هو تلك الصورة ، بل يقع بحسب المقابلة لا فى زمان ، وأن (٨) شبح المبصر أول ما ينطبع إنما ينطبع فى الرطوبة الجليدية ، وأن الإبصار بالحقيقة لا يكون عندها ، وإلا لكان الشىء الواحد يرى شيئين لأن له فى الجليديتين (٩) شبحين (١٠) كما إذا لمس باليدين كان لمسين. ولكن (١١) هذا الشبح يتأدى فى العصبتين المجوفتين إلى ملتقاهما على هيئة الصليب ، وهما عصبتان نبين الشبح يتأدى فى العصبتين المجوفتين إلى ملتقاهما على هيئة الصليب ، وهما عصبتان نبين لك حالهما حين نتكلم فى التشريح.
وكما أن الصورة الخارجة يمتد منها فى الوهم مخروط يستدق إلى أن يوقع زاويته وراء سطح الجليدية ، كذلك الشبح الذي فى الجليدية يتأدى بوساطة (١٢) الروح المؤدية
__________________
(١) الفصل الثامن : فصل ٨ ف ؛ ساقطة من د.
(٢) الواحد : ساقطة من د
(٣) كشيئين : شيئين ف ، م.
(٤) به : منه د.
(٥) فيرى : فرأى د ، ك.
(٦) بالحقيقة : ساقطة من م.
(٧) المتهيئ : المهيأ له ف ؛ ساقطة من د ، م.
(٨) وأن : فإن ك.
(٩) الجليديتين : الجليديتبين م.
(١٠) شبحين ... ولكن : ساقطة من م.
(١١) ولكن : لكن ف.
(١٢) بوساطة : بواسطة ف.