الحركة إلى هيئة تتسع لها التقبة وتضيق تارة إلى خارج ، وتارة إلى داخل على الاستقامة أو إلى جهة ، فيتبع اندفاعها إلى خارج انضغاط يعرض لها واتساع من الثقبة ، ويتبع اندفاعها إلى داخل اجتماع يعرض لها وتضيق من الثقبة. فإذا اتفق أن ضاقت الثقبة رؤى (١) الشىء أكبر ، وإذا اتسعت (٢) رؤى أصغر ، أو انفق أن مالت إلى جهة رؤى فى مكان آخر. فيكون كأن المرئى أولا غير المرئى ثانيا ، وخصوصا إذا كان قد تمثل (٣) قبل انمحاء الصورة الأولى صورة أخرى.
ولقائل أن يقول : (٤) فلم لا تثبت الصورة واحدة مع انتقال القابل كما تبقى صورة الضوء واحدة مع انتقال القابل ، (٥) فيكون إذا زال القابل (٦) عن المحاذاة بطلت الصورة عنه وحدثت فيما يقوم مقامه ، فلم تكن صورتان ، فلم تكن رؤيتان ، ولا اتصال خط من (٧) نقطة ، ولا رؤيت الأشياء تستدير. فنقول : لا يبعد أن يكون من شأن الروح التي (٨) للحس المشترك أن لا تكون إنما تضبط الصورة بالمحاذاة فقط ، وإن كانت (٩) لا تضبطها بعد المحاذاة مدة طويلة فيكون (١٠) لا كضبط المستنير بالضوء للضوء الذي يبطل دفعة ولا كضبط الحجر للنقش الذي يبقى مدة طويلة ، بل (١١) بين بين. وتكون تخليته عن الصورة بسبب يقوى ويعان بعد المحاذاة بزمان ما لأسباب نجدها مذكورة فيما تفتر (١٢) حركته وفيما يعود إلى طبيعته حيث يتكلم فى مثله.
ومن هذا يعلم أن قبول الروح الباطن للخيالات المبصرة ليس كقبول الشبح الساذج الذي يزول مع زوال المحاذاة. وبالحرى أن تكون الحواس هى هذه المشهورة ، وأن تكون الطبيعة لا تنتقل من درجة الحيوانية إلى درجة فوقها ، أو توفى جميع ما يكون فى تلك الدرجة. فيجب من ذلك أن تكون جميع الحواس محصلة عندنا ، ومن رام أن يبين هذا بقياس واجب فقد تكلف شططا. وجميع ما قيل فى هذا فهو غير
__________________
(١) رؤى (الأولى) : يرى ك ، م
(٢) وإذا اتسعت : أو اتسعت د ، ف ، ك.
(٣) تمثل : تتمثل ك.
(٤) يقول : يقال ك.
(٥) كما تبقى ... انتقال القابل : ساقطة من د.
(٦) إذا زال القابل : القابل إذا زال د ، ف ؛ الضوء إذا زال م.
(٧) من (الأولى) : عن د ، ف ، م.
(٨) التي : الذي ف
(٩) كانت : كان د ، ف ، ك.
(١٠) فيكون : + تضبط د ، ك ؛ + ضبطه ف.
(١١) بل : ساقطة من م.
(١٢) تفتر : نعيد م.