الفصل الأول (١)
فيه قول كلى على الحواس الباطنة التي للحيوان
وأما الحس (٢) المشترك فهو بالحقيقة غير ما ذهب إليه من ظن أن للمحسوسات المشتركة (٣) حسا مشتركا ، بل الحس المشترك هو القوة التي تتأدى إليها المحسوسات كلها ، فإنه لو لم تكن قوة واحدة تدرك الملون والملموس لما كان لنا أن نميز بينهما قائلين : إنه ليس هذا ذاك. وهب أن هذا التمييز (٤) هو للعقل ، فيجب لا محالة أن يكون العقل يجدهما معا حتى يميز (٥) بينهما ، وذلك لأنها من حيث هى محسوسة وعلى النحو المتأدى من المحسوس لا يدركها العقل ما سنوضح بعد. وقد نميز نحن بينها ، (٦) فيجب أن يكون لها اجتماع عند مميز إما فى ذاته وإما فى غيره ، ومحال ذلك فى العقل على ما ستعلمه. فيجب أن يكون فى قوة أخرى ، ولو لم يكن قد اجتمع عند الخيال من البهائم التي لا عقل لها المائلة بشهوتها إلى الحلاوة مثلا أن شيئا صورته كذا هو حلو لما كانت إذا رأته همت بأكله ، كما أنه لو لا أن (٧) عندنا نحن أن هذا الأبيض هو هذا (٨) المغنى لما كنا إذا سمعنا غناءه الشخصى أثبتنا عينه الشخصية وبالعكس. ولو لم يكن فى الحيوان ما تجتمع فيه صور المحسوسات لتعذرت عليها الحياة ، ولم (٩) يكن الشم دالا لها على الطعم ، ولم (١٠) يكن الصوت دالا إياها على الطعم ، ولم تكن صورة الخشبة تذكرها صورة الألم
__________________
(١) الفصل الأول : فصل ١ ف.
(٢) الحس : + الذي هو د ، ك.
(٣) المشتركة : ساقطة من م.
(٤) التمييز : التميز ك.
(٥) يميز : يتميز ك.
(٦) بينها : بينهما د ، ك ، م.
(٧) أن (الأولى) : ساقطة من د
(٨) هذا (الثانية) : ذلك ك.
(٩) ولم (الأولى والثانية) : ولو لم م.
(١٠) ولم (الأولى والثانية) : ولو لم م.