واعلم أن الفكر النطقى ممنو بهذه القوة وهو من غريرة هذه القوة فى شغل شاغل ، فإنه إذا استعملها فى صورة ما استعمالا موجها نحو غرض ما انتقلت بسرعة إلى شىء آخر لا يناسبه ومنه إلى ثالث وأنست النفس أول ما ابتدأت عنه حتى تحوج النفس إلى التذكر فازعة (١) إلى التحليل بالعكس حتى تعود (٢) إلى المبدأ. (٣) فإذا (٤) اتفق فى حال اليقظة أن أدرك النفس شيئا أو فى حال النوم أن اتصلت بالملكوت اتصالا على ما سنصفه بعد وصفا ، فإن هذه القوة إن مكنتها (٥) بسكونها أو بانقهارها (٦) من حسن (٧) الاستثبات ولم تغلبها مقصرة عليها زمان الاستثبات لما يلوح لها من تخيلاتها ، تمكنت تلك الصورة من الذكر تمكنا جيدا على وجهه وصورته فلم تحتج إن كان يقظة إلى التذكر ، وإن كان نوما إلى التعبير ، وإن كان وجهه وصورته فلم تحتج إن كان يقظة إلى التذكر ، وإن كان نوما إلى التعبير ، (٨) وإن كان وحيا إلى التأويل ، (٩) فإن التعبير والتأويل هاهنا يذهبان (١٠) مذهب التذكر. فان لم تستثيب النفس ما رأته من ذلك فى قوة الذكر على ما ينبغى ، بل كانت القوة المتخيلة توازى كل مفرد من المرئى (١١) فى النوم بخيال مفرد أو مركب ، أو توازى مركبا من المرئى (١٢) فى النوم بخيال مفرد أو مركب (١٣) فلا تزال تحاذى ما يرى هناك بمحاكاة (١٤) مؤلفة من صور ومعان كان (١٥) استثبات النفس فى ذاتها لما يراها (١٦) أضعف من استثبات المصورة (١٧) والمتذكرة لما يورده التخيل ، فلم يثبت فى الذكر ما أرى من الملكوت وثبت (١٨) ما حوكي به.
ويتفق كثيرا أن يكون ما يرى من الملكوت شيئا كالرأس وكالابتداء ، فيستولى التخيل على النفس استيلاء يصرفها (١٩) عن استتمام ما تراه ، وتنتقل بعده انتقالا بعد انتقال لا تحاكى بتلك الانتقالات شيئا مما يرى من الملكوت ، إذا ذلك قد انقطع ،
__________________
(١) فازعة : نازعة ك ، م (٢) تود : تقود م
(٣) المبدأ : المبتدأ م (٤) فإذا : وإذا ف.
(٥) مكنتها : مكنته ك (٦) بانقهارها : بانتهارها ك
(٧) حسن : خبس ك.
(٨) التعبير : تعبير د ، ف ، م
(٩) إلى التأويل : إلى تأويل د ، ف م
(١٠) يذهبان : يذهب د ، ف ، ك.
(١١) المرئى : الذي م.
(١٢) المرئى : الذي م
(١٣) أو مركب : ساقطة من د.
(١٤) بمحاكاة : محاكاة م
(١٥) كان : وكان م.
(١٦) يراها : تراه ك ، م
(١٧) المصورة : الصورة د.
(١٨) وثبت : ويثبت ك.
(١٩) يصرفها : يصرفه د.