انفعالات خاصة بالبدن ، فإن التخيل أيضا من حيث كونه إدراكا ليس (١) من الانفعالات التي تكون للبدن بالقصد الأول ، ثم قد يعرض من التخيل أن ينتشر بعض الأعضاء ، وليس ذلك بسبب طبيعى أوجب (٢) أن مزاجا قد استحال وحرارة قويت وبخارا تكوّن ونفذ فى العضو حتى نشره ، بل لما حصلت صورة فى وهم أوجبت الاستحالة فى مزاج وحرارة ورطوبة وريحا ، ولو لا (٣) تلك الصورة لم يكن فى الطبيعة ما يحركها.
ونحن نقول بالجملة إن من شأن النفس أن يحدث منها (٤) فى العنصر البدنى استحالة مزاج تحصل (٥) من غير فعل وانفعال جسمانى فتحدث حرارة لا عن حار ، وبرودة لا عن بارد ، بل إذا تخيلت النفس خيالا وقوى فى النفس لم يلبث أن يقبل العنصر البدنى صورة مناسبة لذلك أو كيفية. وذلك لأن النفس من جوهر بعض المبادي التي هى تلبس المواد ما فيها من الصور المقومة لها ، إذ هى أقرب مناسبة لذلك الجوهر من غيره ، وذلك إذا استتم استعدادها لها. (٦) وأكثر استعداداتها إنما تكون بسبب استحالات فى الكيف ؛ كما قلنا فيما سلف ، وإنما تستحيل فى الأكثر عن أضداد تحيلها. فإذا كانت هذه المبادي قد تكسو الكيفيات من غير حاجة إلى أن تكون هناك مماسة وفعل وانفعال جسمانى يصدر عن مضادة ، بل الصورة التي فى النفس هى مبدأ لما يحدث فى العنصر ، كما أن الصورة الصحبة التي فى نفس الطبيب (٧) مبدأ لما يحدث من البرء ، وكذلك صورة السرير فى نفس (٨) النجار لكنه من المبادي التي لا تنساق إلى إصدار ما هى موجبة (٩) له إلا بآلات ووسائط ، وإنما تحتاج إلى هذه الآلات لعجز (١٠) وضعف وتأمل حال المريض الذي توهم أنه قد صح والصحيح الذي توهم أنه مرض ، (١١) فإنه كثيرا ما يعرض من
__________________
(١) ليس : + هو ك ، م.
(٢) أوجب : لوجب م.
(٣) ولو لا : لو لا ك.
(٤) منها : منه د ، ف ، ك.
(٥) تحصل : تحدث ف.
(٦) لها : ساقطة من د ، ك ، م.
(٧) الطبيب : + هى د.
(٨) نفس : ذات د ، ف ، م
(٩) ما هى موجبة : ما هو موجب د ، ك ، م.
(١٠) لعجز : بعجز د ، ك.
(١١) مرض : مريض ك.