فى الأضداد ، فإن العنصر بطبعه يطيعه ويتكون فيه ما يتمثل فى إرادته ، إذ العنصر بالجملة طوع للنفس وطاعته لها أكثر من طاعته للأضداد المؤثرة (١) فيها. (٢) وهذه أيضا من خواص القوى النبوية. وقد كنا ذكرنا خاصية قبل هذه تتعلق بقواها المتخيلة وتلك خاصية تتعلق بالقوى الحيوانية المدركة ، وهذه خاصية تتعلق بالقوى الحيوانية المحركة الإجماعية من نفس النبي العظيم النبوة.
فنقول : إنه لما تبين أن جمع القوى الحيوانية لا فعل لها إلا بالبدن ، ووجود القوى أن يكون بحيث تفعل ، فالقوى الحيوانية إذن إنما تكون بحيث تفعل (٣) وهى بدنية فوجودها (٤) أن تكون بدنية ، فلا بقاء لها بعد البدن. وقد تكلمنا فى كتبنا الطبية فى أسباب (٥) استعدادات الأشخاص المختلفة بجبلتها وبحسب اختلاف أحوالها للفرح والغم والغضب والحلم (٦) والحقد (٧) والسلامة وغير ذلك كلاما لا يوجد للمتقدمين ما يجرى مجراه فى تفصيله وتحصيله فليقرأ من هناك. (٨)
__________________
(١) المؤثرة : والمؤثرة د
(٢) فيها : فيه ف ، م.
(٣) فالقوى ... تفعل : ساقطة من د.
(٤) فوجودها : موجودها د.
(٥) أسباب : سبب د ، ف ، م.
(٦) والحلم : والحكم د ؛ ساقطة من ك
(٧) والحقد : + والحسد ك.
(٨) هناك : + تمت المقالة الرابعة من الفن السادس فى الطبيعيات من كتاب النفس بحمد الله وحسن توفيقه د.