وأيضا فإن الوحدات المجتمعة فى العدد إما أن يكون لها وضع ، أولا يكون لها ، فإن كان (١) لها وضع فهى نقط ، وإن كانت نقطا فإما أن تكون نفسا لأنها عدة تلك النقط أو لا تكون كذلك ، (٢) بل لأنها قوة أو كيفية أو غير ذلك. لكنهم جعلوا الطبيعة النفسية مجرد عددية ، فيكون العدد الموجود للنقط طبيعة النفس ، فيكون كل جسم إذا فرض فيه ذلك العدد من النقط ذا نفس ، وكل جسم لك أن تفرض فيه كم نقطة (٣) شئت ، فيكون كل جسم من شأنه أن يصير ذا نفس بفرض (٤) النقط فيه ، وإن كانت عددا (٥) لا وضع له ، وإنما هى آحاد متفرقة ، فبما ذا تفرقت وليس لها مواد مختلفة ولا قرن بها صفات (٦) وفصول أخرى وإنما تتكثر الأشياء المتشابهة فى المواد المختلفة. فإن كان لها مواد مختلفة فهى ذوات وضع ولها أبدان شتى ثم فى الحالين جميعا كيف ارتبطت هذه الوحدات أو النقط معا ، لأنه إن كان (٧) ارتباطها بعضها ببعض والتئامها للطبيعة الواحدية والنقطية ، فيجب أن تكون الوحدات والنقطات مهرولة إلى الاجتماع من أى موضع كانت ، وإن كان لجامع فيها جمع واحدة (٨) منها إلى الأخرى (٩) وضام ضم (١٠) بعضها إلى بعض حتى ارتبطت وهو يحفظها مرتبطة ، فذلك الشىء أولى أن يكون نفسا.
وأما الذين قالوا إن النفس مركبة من المبادي حتى يصح أن تعرف المبادي وغير المبادي بما فيها منها ، وأنه (١١) إنما يعرف كل شىء بشبهه فيه ، (١٢) فقد يلزمهم أن تكون النفس لا تعرف الأشياء التي تحدث عن المبادي مخالفة لطبيعتها. فإن الاجتماع قد يحدث هيئات فى المبادئ وصورا لا توجد فيها مثل العظيمة واللحمية والإنسانية والفرسية وغير ذلك ، فيجب أن تكون هذه الأشياء مجهولة للنفس ، إذ ليس (١٣) فيها هذه الأشياء ، بل إنما فيها أجزاء المبادي فقط ، فإن جعل فى تأليف النفس إنسانا وفرسا وفيلا ، كما فيه نار وأرض وغلبة ومحبة ، وإن قال إن فيها هذه الأشياء ، (١٤)
__________________
(١) كان : ساقطة من د.
(٢) كذلك : لذلك ف.
(٣) نقطة : نقط د ، م ، ك ، م
(٤) بفرض : ف ، لفرض م.
(٥) كانت عددا : كان عدد د ، ك ، م.
(٦) صفات : + أخر ف.
(٧) لأنه إن كان : أكان د.
(٨) واحدة : واحدا د ، ك ، م.
(٩) الأخرى : الآخر د ك ، م
(١٠) ضم : ساقطة من م.
(١١) وأنه : وأنها ف
(١٢) فيه : فيها ف.
(١٣) ليس : ليست د.
(١٤) وإن ... الأشياء : ساقطة من د ، ف.