الفصل الخامس عشر (١) (٢)
فصل فى (٣)
أدوار الكون والفساد
من الكائنات ما يكفى فى تكونه جزء (٤) دورة واحدة. وربما كانت مدته متمة تلك الدورة فما دونها ، (٥) كضرب من الحيوانات القرقسية والنبات الزغبى ، فيكون فى يوم واحد ، ويفسد فيه.
ومن الكائنات ما يحتاج ، فى تكونه ، (٦) إلى أدوار من الفلك ، ومنها (٧) ما يحتاج إلى عودات جملة جملة من أدوار ، (٨) حتى يتم تكونها ، (٩) وكل كائن ، (١٠) كما ظهر ، فاسد ، وله مدة (١١) ينشو فيها ، ومدة يقف فيها ، ومدة يضمحل وينتهى إلى أجله.
ولا يمكننا أن نقول قولا كليا فى نسب هذه المدد بعضها إلى بعض. فهى مختلفة لا تضبط. (١٢) ومن رام حصر ذلك صعب عليه. والذي سمعنا فيه لم يقنعنا ، فلعنا لم (١٣) نفهمه حق الفهم ؛ وعسى أن يكون غيرنا يفهمه على وجهه. (١٤)
ولكل كائن أصل يستحقه بقوته (١٥) المدبرة لبدنه. فإنها قوة جسمية متناهية بتناهى فعلها ضرورة. ولو (١٦) كانت غير متناهية لكانت المادة لا تحفظ (١٧) الرطوبة ، إلا إلى أجل لأسباب محللة للرطوبة (١٨) خارجة وباطنة ، وأسباب (١٩) عائقة عن الاعتياض مما يتحلل. ولكل
__________________
(١) م ، ط ، د : الفصل الخامس عشر
(٢) د : «الخامس عشر».
(٣) سا ، ب : فصل فى
(٤) ط م : ـ جزء
(٥) د م دونه
(٦) م : فى كونه
(٧) سا : سقط منها : ما يحتاج ، فى تكونه إلى أدوار من الفلك
(٨) ب : أدواره
(٩) ب : تكونه
(١٠) م : ويحل كائن
(١١) سا : مدة يتسق وفى «د» ينتهوا
(١٢) م ، ط : يضبط
(١٣) م : ولم
(١٤) سا : وجه
(١٥) م : ـ بقوته وفى د «بقوة»
(١٦) سا : فلو
(١٧) ط : يحفظ
(١٨) ب : للرطوبات
(١٩) م : فأسباب (الثانية).