آخر. فالنفس كيف تصير (١) صور الأشياء ، وأكثر ما هوّس الناس فى هذا هو الذي صنف لهم إيساغوجى وكان حريصا على أن يتكلم بأقوال مخيلة (٢) شعرية صوفية يقتصر منها (٣) لنفسه ولغيره على التخيل ، ويدل أهل التمييز على ذلك كتبه فى (٤) العقل والمعقولات وكتبه فى النفس. نعم إن صور الأشياء تحل فى النفس وتحليها (٥) وتزينها ، (٦) وتكون النفس (٧) كالمكان لها بتوسط العقل الهيولانى ، ولو كانت النفس صورة شىء من الموجودات بالفعل ، والصوره هى الفعل ، وهى بذاتها فعل ، وليس فى ذات الصورة قوة قبول شىء ، إنما قوة (٨) القبول فى القابل للشىء ، وجب أن تكون النفس حينئذ لا قوة لها على قبول صورة أخرى وأمر آخر. وقد نراها تقبل صورة أخرى غير تلك الصورة ، فإن (٩) كان ذلك الغير أيضا لا يخالف هذه الصورة فهو من العجائب ، فيكون القبول واللاقبول واحدا ؛ وإن كان يخالفه ، فتكون النفس لا محالة إن كانت هى الصورة المعقولة قد صارت غير ذاتها ، وليس من هذا شىء ، بل النفس هى العاقلة ، والعقل إنما (١٠) يعنى به قوتها التي بها تعقل ، أو يعنى به صور (١١) هذه المعقولات فى نفسها. (١٢) ولأنها فى النفس تكون معقولة ، فلا يكون العقل والعاقل والمعقول شيدا واحدا فى أنفسنا ، نعم هذا فى شىء آخر يمكن أن يكون على ما ستلمحه (١٣) فى موضعه. وكذلك (١٤) العقل الهيولانى إن عنى به مطلق الاستعداد للنفس فهو باق (١٥) فينا أبدا ما دمنا فى البدن ، وإن عنى بحسب شىء شىء فإن الاستعداد يبطل مع وجود الفعل.
وإذ قد (١٦) تقرر هذا فنقول : إن تصور المعقولات على وجوه ثلاثة : أحدها التصور الذي يكون فى النفس بالفعل (١٧) مفصلا منظما ، وربما يكون (١٨) ذلك التفصيل والنظام غير واجب ، بل يصح أن يغير ، مثاله أنك إذا فصلت فى نفسك معانى
__________________
(١) تصير : تصور م. (٢) مخيلة : مختلفة م.
(٣) منها : ساقطة من د.
(٤) فى (الثانية) : ساقطة من ف ، ك.
(٥) وتحليها : وتحيله د (٦) وتزينها : وتزينه د
(٧) النفس (الثانية): + صار ت ف.
(٨) قوة : قول م.
(٩) فإن ... الصورة : ساقطة من م.
(١٠) إنما : إمام. (١١) صور : صورة ك
(١٢) نفسها : أنفسها ك.
(١٣) ستلمحه : ستمحله ك
(١٤) وكذلك : فلذلك م.
(١٥) فهو باق : فهى باقية د ، ك.
(١٦) قد : ساقطة من م.
(١٧) بالفعل : ساقطة من د
(١٨) يكون : كان د ، ف.