بأن هذا حاصل تيقنا به بالفعل ، فإن الحصول حصول لشىء ، (١) فيكون هذا الشىء الذي نشير إليه حاصلا بالفعل ، لأنه من المحال أن تتيقن أن (٢) المجهول بالفعل معلوم (٣) عنده مخزون ، فكيف تتيقن حال (٤) الشىء إلا والأمر هو من جهة ما تتيقنه (٥) معلوم. وإذا كانت الإشارة تتناول المعلوم (٦) بالفعل من المتيقن بالفعل أن هذا عنده مخزون فهو بهذا النوع البسيط معلوم عنده ، ثم يريد (٧) أن يجعله معلوما بنوع آخر. ومن (٨) العجائب أن هذا المجيب حين يأخذ فى تعليم غيره تفصيل ما هجس (٩) فى نفسه دفعة يكون مع ما يعلمه يتعلم العلم بالوجه الثاني فترتب (١٠) تلك الصورة فيه مع ترتب (١١) ألفاظه.
فأحد هذين هو العلم الفكرى الذي إنما يستكمل به تمام الاستكمال إذا ترتب وتركب ، والثاني هو العلم البسيط الذي ليس من شأنه أن يكون له فى نفسه صورة بعد صورة ولكن (١٢) هو واحد تفيض عنه الصور فى قابل الصور فذلك علم فاعل للشىء الذي نسميه علما فكريا ومبدأ له ، وذلك هو للقوة (١٣) العقلية المطلقة من النفوس المشاكلة للعقول الفعالة. وأما التفصيل فهو للنفس من حيث هى (١٤) نفس ، فما لم يكن له ذلك لم يكن له علم نفسانى. وأما أنه كيف يكون للنفس الناطقة مبدأ غير النفس له علم غير علم النفس ، فهو موضع نظر يجب عليك أن تعرفه من نفسك.
واعلم أنه ليس فى العقل المحض منهما تكثر البتة ولا ترتيب صورة فصورة ، بل هو مبدأ لكل صورة تفيض عند على النفس. وعلى هذا ينبغى أن تعتقد الحال فى المفارقات المحضة فى عقلها الأشياء ، (١٥) فإن عقلها هو العقل الفعال للصور والخلاق (١٦) لها لا الذي (١٧) يكون للصور أو فى صور. فالنفس (١٨) التي للعالم من حيث هى نفس فإن تصورها هو التصور المرتب المفصل ، فلذلك ليست بسيطة من كل وجه ، وكل إدراك عقلى
__________________
(١) لشىء : الشىء ك ، م.
(٢) تتيقن أن : تيقن أن ك
(٣) معلوم : ساقطة من د.
(٤) تتيقن حال : تيقن حال ك
(٥) ما تتيقنه : ما تيقنه ك.
(٦) المعلوم : للمعلوم ك.
(٧) يريد : قد يؤيد ك
(٨) ومن : من م. (٩) ما هجس : ما يهجس ك.
(١٠) فترتب : فتترتب ف (١١) ترتب : ترتيب ك.
(١٢) ولكن : لكن م. (١٣) للقوة : القوة ك ، م.
(١٤) هى : هو د ، ك.
(١٥) الأشياء : للأشياء د ، م
(١٦) والخلاق : الخلاق ف ، م.
(١٧) الذي : التي د ، ك ، م
(١٨) فالنفس : والنفس د ، ك.