فإنه نسبة ما إلى صورة مفارقة للمادة ولأعراضها المادية على النحو (١) المذكور. فللنفس (٢) ذلك بأنها جوهر قابل منطبع به ، وللعقل بأنه جوهر مبدأ فاعل خلاق ، فما (٣) يخص ذاته من مبدئيته لها هو عقليته بالفعل ، وما يخص النفس (٤) من تصورها بها وقبولها لها هو عقليتها بالفعل.
والذي ينبغى أن يعلم من حال الصور التي فى النفس هو ما أقوله : أما المتخيلات (٥) وما يتصل بها فإنها إذا عرضت (٦) عنها النفس (٧) كانت مخزونة فى قوى هى للخزن ، وليست بالحقيقة مدركة ، وإلا لكانت مدركة وخزانة معا ، بل هى خزانة إذا رجعت القوة الدراكة الحاكمة إليها وهى الوهم أو النفس (٨) أو العقل وجدتها (٩) حاصلة ، فإن لم تجدها احتاجت إلى استرجاع (١٠) بتحسس (١١) أو بتذكر. (١٢) ولو لا هذا العذر لكان من الواجب أن يشك فى أمر (١٣) كل نفس إذا كانت ذاهلة عن صورة ، أتلك الصورة موجودة أم ليست بموجودة إلا بالقوة ، ويتشكك فى أنها كيف ترتجع ، (١٤) وإذا لم تكن عند النفس فعند أى شىء تكون ، والنفس بأي شىء تتصل حتى تعاود هذه الصورة.
لكن النفس الحيوانية قد فرقت قواها ، وجعلت (١٥) لكل قوة آلة مفردة ، فجعلت للصور (١٦) خزانة قد يغفل عنها الوهم ، (١٧) وللمعانى خزانة قد يغفل عنها الوهم ، إذ ليس الوهم موضع ثبات هذه الأمور ، ولكن الحاكم. (١٨) فلنا أن نقول : إن الوهم قد يطالع الصور والمعانى المخزونة فى حيزى القوتين ، وقد يعرض عنها ، فما ذا نقول الآن فى الأنفس الإنسانية والمعقولات (١٩) التي تكتسبها وتذهل عنها إلى غيرها ، أتكون موجودة فيها بالفعل التام فتكون لا محالة
__________________
(١) على : ساقطة من م (٢) فللنفس : للنفس م.
(٣) فما : فيما م.
(٤) وما يخص النفس ... بالفعل : ساقطة من د.
(٥) المتخيلات : المخيلات ك.
(٦) عرضت : أعرض د ، ف ، م
(٧) النفس : ساقطة من م. (٨) أو النفس : والنفس ك
(٩) وجدتها : وجدها د ، ك.
(١٠) استرجاع : الاسترجاع ك ، م
(١١) بتحسس : بتحسيس د ؛ بتحسين م
(١٢) بتذكر : تذكر د ، ك.
(١٣) أمر : أن ك ، م. (١٤) ترتجع : ترجع ك.
(١٥) فجعلت : فجعل د ؛ جعلت ك.
(١٦) للصور : للصورة ك ، م
(١٧) الوهم : للوهم ك ، م.
(١٨) الحاكم : للحاكم م.
(١٩) والمعقولات : وللمعقولات د.