تتولد منها العضل ، فإذا جاوزت العضل حدث منها ومن الرباطات الأوتار ، وأكثر اتصال أطرافها بالعظام وقد تتصل فى مواضع بغير العظام ، وقد تتصل العضلة نفسها بالعضو المحرك من غير توسط وتر. والنخاع كجزء من الدماغ ينفذ فى ثقب الفقارات ، لئلا يبعد ما يتولد من العصب من الأعضاء ، بل يتولد منها العصب مرسلة بالقرب إلى الموضع المحتاج كونها به. وأما القوة المصورة والحس المشترك فهما من مقدم الدماغ فى روح تملأ ذلك التجويف ، وإنما كانا هناك ليطلا على الحواس التي أكثرها إنما تنبعث من مقدم الدماغ ، فبقى الفكر والذكر فى التجويفين الآخرين ، لكن الذكر قد تأخر موضعه ليكون مكان الروح المفكرة (١) متوسطا بين خزانة الصور (٢) وبين خزانة المعنى ، وتكون مسافته بينهما واحدة ، والوهم مستول على الدماغ كله وسلطانه فى الوسط.
وأخلق بأن يتشكك متشكك فيقول : كيف ترتسم صورة جبل بل صورة العالم فى الآلة اليسيرة التي تحمل (٣) القوة المصورة؟ فنقول له : إن الإحاطة بانقسام الأجسام إلى غير نهاية تكفى مؤونة (٤) هذا التشكك ، فإنه كما يرتسم العالم فى مرآة صغيرة وفى الحدقة بأن ينقسم ما يرتسم فيها بحذاء (٥) انقسامه ، إذ الجسم الصغير ينقسم بحسب قسمة الكبير عددا وشكلا ، وإن كان يخالف القسم القسم فى المقدار ، فكذلك حال ارتسام الصور الخيالية فى موادها. ثم تكون نسبة ما ترتسم فيه الصورة (٦) الخيالية بعضه إلى بعض (٧) فى عظم ما يرتسم فيه وصغر (٨) ما ترتسم فيه ، نسبة الشيئين من خارج فى عظمهما وصغرهما مع مراعاة التشابه فى البعد.
وأما قوة الغضب وما يتعلق بها فلم تحتج إلى عضو غير المبدأ ، لأن فعلها فعل واحد وتلائم المزاج الشديد الحر وتحتاج إليه ، وليس تأثير المتفق منه أحيانا تأثير المتصل من الفكرة والحركة حتى يخاف أن يشتعل اشتعالا مفرطا ، وذلك لأنه مما يعرض أحيانا ، وذانك (٩) كاللازم ، مثل الفهم والفكرة وما يشبههما مما يحتاج إلى ثبات وإلى قبول. ويجب
__________________
(١) المفكرة : ساقطة من ك.
(٢) الصور : الصورة ك.
(٣) تحمل : تحتمل ف.
(٤) مؤونة : مؤنة ف ، ك ، م.
(٥) بحذاء : بحسب ك.
(٦) الصورة : الصور ك.
(٧) ما ترتسم ... وصغر : ساقطة من م.
(٨) بعضه : بعضها د ، ك.
(٩) وذانك : وذينك د ؛ وذلك ك ، م.