ذو آلات الحس والتمييز (١) والحركة الإرادية ، فليس مصدره (٢) عن النفس النباتية بما هى نفس نباتية ، بل بما ينضم إليها فصل آخر تصير به طبيعة أخرى ، ولا يكون ذلك إلا أن تصير نفسا حيوانية ، بل يجب أن نبتدئ فنزيد (٣) هذا شرحا.
فنقول : إن النفس النباتية إما أن يعنى بها النفس النوعية التي تخص النبات دون الحيوان ، أو يعنى بها المعنى العام الذي يعم النفس النباتية والحيوانية من جهة ما تغذى (٤) وتولد وتنمى ، (٥) فإن هذا قد يسمى نفسا نباتية ، وهذا مجاز من القول ، فإن النفس النباتية لا تكون إلا فى النبات ، ولكن المعنى الذي يعم نفس النبات والحيوان يكون فى الحيوانات كما يكون فى النبات ووجوده ، كما يوجد المعنى العام فى الأشياء. وإما أن يعنى بها القوة من قوى النفس الحيوانية التي تصدر عنها أفعال التغذية والتربية والتوليد ، فإن عنى بها النفس النباتية التي هى بالقياس إلى النفس الفاعلة للغذاء نوعية ، فذلك (٦) يكون فى النبات لا غير ، ليس فى الحيوان. وإن عنى بها المعنى العام فيجب أن ينسب إليها معنى عام لا معنى خاص ، فإن الصانع (٧) العام هو الذي ينسب إليه المصنوع (٨) العام ، والصانع النوعى كالنجار هو (٩) الذي ينسب إليه المصنوع النوعى ، والصانع المعين هو الذي ينسب إليه المصنوع المعين.
وهذا شىء قد مر لك تحقيقه. فالذى ينسب إلى النفس النباتية العامة من أمر الجسم أنه نام (١٠) عام ، وأما أنه نام (١١) بحيث أنه يصلح لقبول الحس أو لا يصلح فليس ينسب ذلك إلى النفس النباتية من حيث هى عامة ، ولا هذا المعنى يتبعه. (١٢) وأما القسم الثالث فيستحيل أن يكون على ما يظن من أن القوة النباتية تأتى وحدها فتفعل بدنا حيوانيا ولو كان المنفرد بالتدبير تلك القوة لكانت تتمم جسما نباتيا ، (١٣) وليس كذلك ، بل إنما (١٤) تتم جسما حيوانيا بآلات الحس والحركة ، فتكون هى قوة لنفس لتلك النفس قوة أخرى (١٥). وهذه القوة من
__________________
(١) والتميير : والتميز ك (٢) مصدره : مصدر ك.
(٣) فنريد : ونزيد ك. (٤) ما تغذى : ما تغتذى م
(٥) وتنمى : وينمو د ، ك. (٦) فذلك : فلذلك د.
(٧) الصانع : ساقطة من م
(٨) المصنوع : الموضوع م
(٩) هو : وهو م.
(١٠) نام (الأولى والثانية) : تام د.
(١١) نام (الأولى والثانية) : تام د.
(١٢) يتبعه : يتبعها ف.
(١٣) نباتيا : حيوانيا د
(١٤) إنما : + كانت م.
(١٥) قوة أخرى : قوى أخرد ؛ قوى أخرى ف.