الفصل الأول (١)
فى تحقيق القوى المنسوبة إلى النفس النباتية (٢)
فلنبدأ بتعريف حال القوى المذكورة قوة قوة ، ولنعرفها (٣) من جهة أفعالها. وأول ذلك (٤) أفعال القوى النباتية ، وأولها حال التغذية. فنقول : قد علمت فيما سلف نسبة الغذاء إلى المغتذى وحد كل واحد منهما وخاصيته. فنقول الآن : إن الغذاء ليس إنما يستحيل دائما إلى طبيعة المغتذى دفعة ، بل (٥) أولا يستحيل استحالة ما عن كيفيته ويستعد للاستحالة إلى جوهر المغتذى ، فتفعل فيه قوة من خدم القوة الغاذية وهى الهاضمة ، وهى التي تذيب الغذاء فى الحيوان وتعده للنفوذ المستوى ، (٦) ثم إن القوة الغاذية (٧) تحيله فى الحيوان الدموى أول الإحالة إلى الدم والأخلاط التي منها قوام البدن على ما بينا فى مواضع أخرى. وكل (٨) عضو فإنه يختص بقوة غاذية تكون فيه وتحيل الغذاء إلى مشابهته الخاصة فتلصقه به. فالقوة الغاذية تورد البدل ، أى بدل ما يتحلل وتشبه وتلصق. وإنه (٩) وإن كان الغذاء أكثر منافعه أنه يقوم بدل ما يتحلل ، فإنه ليست الحاجة إلى الغذاء لذلك فقط ، بل قد تحتاج إليه الطبيعة فى أول الأمر للتربية ، وإن (١٠) كان بعد ذلك إنما يحتاج إلى وضعه موضع المتحلل فقط. فالقوة الغاذية من قوى (١١) النفس النباتية تفعل فى جميع مدة بقاء الشخص وما دامت (١٢)
__________________
(١) الفصل الأول : فصل ا ف.
(٢) النباتية : ساقطة من د.
(٣) ولنعرفها : لنعرفها م.
(٤) ذك : تلك م.
(٥) بل : ساقطة من د.
(٦) المستوى : المستولى م
(٧) الغاذية : ساقطة من د.
(٨) وكل : فكل م.
(٩) وإنه : فإنه ك.
(١٠) وإن : فإن م.
(١١) قوى : القوى م
(١٢) وما دامت : وهى ما دامت ك ، م.