الفصل الأول (١)
فى الضوء والشفيف واللون (٢)
وحرى بنا الآن (٣) أن نتكلم فى الإبصار ، والكلام فيه يقتضى الكلام (٤) فى الضوء والمشف واللون (٥) وفى كيفية الاتصال الواقع بين الحاس والمحسوس البصرى ؛ فلنتكلم أولا على الضوء فنقول : إنه يقال ضوء ويقال نور ويقال شعاع ، ويشبه أن لا يكون بينها (٦) فى وضع اللغة كثير تفاوت ، لكنا نحتاج فى استعمالنا إياها أن نفرق بينها لأن هاهنا معانى (٧) ثلاثة متقاربة : أحدها (٨) الكيفية التي يدركها البصر فى الشمس والنار من غير أن يقال إنه سواد أو بياض أو حمرة أو شىء من هذه الألوان. والثاني الأمر الذي يسطع من هذا الشىء فيتخيل أنه يقع على الأجسام فيظهر بياض وسواد وخضرة ، والآخرة الذي يتخيل على الأجسام كأنه يترقرق وكأنه يستر لونها وكأنه شىء يفيض منها ، فإن كان فى جسم قد استفاد ذلك من جسم آخر سمى بريقا كما يحس (٩) فى المرآة وغيرها ، وإن كان فى الجسم الذي له بذاته سمى شعاعا. ولسنا نحتاج الآن إلى الشعاع والبريق ، بل نحتاج إلى القسمين الأولين ، فليكن أحدهما ـ وهو الذي للشىء من ذاته ـ ضوءا ، (١٠) وليكن المستفاد نورا. وهذا الذي نسميه ضوءا (١١) مثل الذي للشمس والنار ، فهو المعنى الذي يرى لذاته. فإن الجرم الحامل لهذه الكيفية إذا وجد بين البصر وبينه شىء كالهواء والماء رؤى ضرورة
__________________
(١) الفصل الأول : فصل ١ ف.
(٢) فى ... واللون : فى الإبصار والمشف واللون وكيفية الاتصال بين الحاس والمحسوس البصرى د.
(٣) الآن : ساقطة من ف
(٤) فيه يقتضى الكلام : ساقطة من م.
(٥) والمشف واللون : وفى المشف وفى الكون د ؛ وفى المشف ، وفى اللون ك.
(٦) بينها : بينهما م.
(٧) معانى : معان م
(٨) أحدها : أحدهما د.
(٩) يحس : + به م.
(١٠) ضوءا (الأولى) : ضرء ك
(١١) ضوءا (الثانية) : ضوء ك.