الفصل الثالث (١)
فى تمام (٢) مناقضة المذاهب المبطلة لأن يكون
النور شيئا غير اللون الظاهر وكلام فى الشفاف واللامع (٣)
فنقول : إن ظهور اللون يفهم منه فى هذا الموضع معنيان :
أحدهما صيرورة اللون بالفعل ، والآخر ظهور لون موجود بنفسه بالفعل للعين. والمعنى الأول يدل على حدوث اللون أو وجوده لونا ، والمعنى الثاني يدل على حدوث نسبة اللون أو وجود تلك (٤) النسبة. وهذا الوجه الثاني ظاهر الفساد. فإن ظن أن النور نفس نسبة اللون إلى البصر ، فيجب أن يكون النور نسبة أو حدوث نسبة ولا وجود ولا قوام (٥) له فى (٦) نفسه. وإن عنى به أنه (٧) مصير اللون بحيث لو كان بصرا (٨) لرآه (٩) أو كونه كذلك ، فإما أن يكون هذا نفس اللون أو معنى يحدث إذا زال (١٠) معنى من خارج كزوال ستر أو غيره. فإن كان نفس اللون كان هذا هو الوجه الأول ، وإن كان حالا تعرض له بها (١١) يظهر فيكون الضوء غير اللون. وأما المعنى الأول فلا يخلو أيضا. إما أن يعنى بالظهور خروج من القوة إلى الفعل فلا يكون الشىء مستنيرا بعد ذلك الآن (١٢) الواحد ، وإما أن يعنى به نفس اللون ، فيكون قوله الظهور لا معنى له أيضا (١٣) ، بل يجب أن يقال : إن الاستنارة هو اللون ،
__________________
(١) الفصل الثالث : فصل ٣ ف.
(٢) فى تمام ... واللامع : فى الكلام على المذاهب المختلفة فى ذلك د.
(٣) تمام : ساقطة من م.
(٤) تلك : ذلك م.
(٥) ولا وجود ولا قوام : ولا قوام وجود د ، ف ، م
(٦) فى : ساقطة من م.
(٧) أنه : ساقطة من م
(٨) بصرا : بصر ف
(٩) لرآه : يراه م.
(١٠) إذا زال : إدراك م.
(١١) بها : به د ، ك ، م.
(١٢) الآن : إلا أن م.
(١٣) أيضا : ساقطة من د.