الشّفاء ـ طبيعيّات [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الشّفاء ـ طبيعيّات

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الفصل الرابع (١)

فى تأمل مذاهب قيلت فى الألوان وحدوثها

ومما يجب أن نفرغ عنه (٢) تأمل مذهب آخر فى أمر الألوان والضوء ، فإنا (٣) ما لم نفرغ عنه لم يكن سبيل (٤) إلى أن ندل على صحة ما ذهبنا إليه بطريق القسمة.

فنقول : إن من المذاهب فى أمر الألوان مذهب من يرى أن اللون (٥) الأبيض إنما هو (٦) تكونه من الهواء والضوء ، وأن الأسود تكونه من ضد ذلك ، وأن حدوث اللون الأبيض هو من الشفاف إذا انقسم إلى أجزاء صغار ثم ارتكم فإنه يعرض هناك أن تقبل سطوحها النور فتضيء ، (٧) ولأنها شفافة يؤدى بعضها إضاءة بعض ، (٨) ولأنها صغار يكون ذلك فيها كالمتصل ، ولأن المشف لا يرى إلا بلون غيره ، فإن شفيفها لا يرى ، لكن العكوس عن السطوح المتراكمة منها ترى متصلة فيرى الجميع أبيض.

قالوا : ولهذا ما كان زبد الماء أبيض بمخالطة الهواء ، والثلج أيضا أبيض لأنه أجزاء صغار جامدة شفافة خالطها الهواء ونفذ فيها الضوء ، والبلور المسحوق والزجاج المسحوق لا يشف ، وأى هذه اتصلت سطوحها اتصالا لا يبطل (٩) به انفراد كل شخص منها بنفسه عادت شفافة ، والشفاف الكبير الحجم إذا عرض فيه شق رمى (١٠) ذلك الموضع منه إلى البياض. قالوا : فأما السواد فيتخيل لعدم غور الجسم وعمقه الضوء والإشفاف معا.

ومنهم من جعل الماء سببا للسواد. قال : ولذلك إذا بلت (١١) هذه (١٢) الأشياء مالت إلى السواد. قال : (١٣) وذلك لأن الماء يخرج الهواء ولا يشف إشفافه ولا ينفذ فيه

__________________

(١) الفصل الرابع : فصل ٤ ف.

(٢) عنه (الأولى) : منه م

(٣) فإنا : ساقطة من د ، ك ، م.

(٤) سبيل : + لنا ف.

(٥) اللون : الكون م.

(٦) إنما هو : أما م.

(٧) فتضيء : وتضىء د

(٨) بعض : ساقطة من د.

(٩) لا يبطل : يبطلى ف.

(١٠) رمى : رؤى د ، ك ، م.

(١١) بلت : ابتلت ف

(١٢) هذه : ساقطة من د ، ف.

(١٣) قال : قالوا د ، ف ، م.