فيما يأتيه من الغذاء أقوى ، مثل الحنطة والشعير. وفى بعضها جعل المبادئ إلى تحت ، إذ كانت الدواعى إلى ذلك أشد ، مثل ما عرض لحبوب الفواكه الكثيرة الحبوب عددا لصغيرتها حجما.
ولما كان البزر ليس الغرض فيه نمو (١) نفسه ، (٢) بل نشوء غيره عنه ، لم يحتج إلى أن تكون فيه مبادئ كثيرة ، حاجة النبات المحتاج إلى كثرة الفروع. وكفى فى كل بزر مبدأ واحد يتولد عنه نبت واحد ، (٣) ويتولد فى ذلك النبت مبادئ كثيرة. ولما كان كذلك ، وكانت الطبيعة هديت بتسخير القوة الإلهية إلى تضعيف كل حب ولبه ، لتكون لآفة إذا عرضت لم تفش فى الكل كعادتها فى أكثر (٤) ما يتولد عنها من أعضاء الحيوان ، إلا ما لا سبيل إلى تضعيفه لفساد (٥) يعرض عن (٦) تضعيفه ، خلقت هذه المبادئ فى الحد المشترك ، وملتئمة (٧) من كل واحد منهما. فإن كان التئام الجزءين (٨) ضعيفا كان المبدأ أيضا (٩) ملتئما (١٠) من قطعتين التئاما ضعيفا ، كما فى الباقلى ؛ (١١) وإن لم يكن ضعيفا ، كان المبدأ (١٢) كذلك ، كما فى الحنطة. والتكون (١٣) عن هذا المبدأ (١٤) شىء كأن أوله هو (١٥) لهذا المبدأ. وليس هو بالحقيقة كذلك ، فإن هذا المبدأ هو مكان للمتكون والمغتذى ، لا نفس المتكون (١٦) والمغتذى للنمو. لكن ما يشتمل عليه من المادة هو أول متصور ، وما يشتمل عليه سائر جوهر البذر والحب هو أول غذاء. والقوتان اللتان فيه تزدادان بالانتعاش (١٧) والانتشار ، من حيث يصدر عنهما (١٨) الغذو ، (١٩) ويبطلان من حيث هو التوليد ، ويتعطلان إلى أن يتخلق منوىّ. (٢٠)
هذا هو المشهور الظاهر ، إلا أن الحق هو (٢١) أن النفس واحدة ، ولها قوى تنبعث عنها بحسب وجود القابل ، وأن هذه الوجوه كالجزء من النفس التي كانت فى الأصل الذي
__________________
(١) نمو : هو م (٢) نفسه : غيره سا.
(٣) واحد : واحدة ط (٤) أكثر : الأكثر ط
(٥) لفساد : + ما ط (٦) عن : من ط
(٧) وملتئمة : وملتامة د
(٨) الجزءين : الحدين د ، سا
(٩) أيضا : + ضعيفا م
(١٠) ملتئما ، ملتاما د
(١١) الباقلى : الباقلا ط
(١٢) أيضا ... المبدأ : ساقطة من سا.
(١٣) والتكون : وإذا تكون سا ، طا.
(١٤) المبدأ (الأولى): + هو م
(١٥) هو (الأولى) : نموا سا ، ط
(١٦) للمتكون : للتكون م
(١٧) بالانتعاش : بانتعاش د ؛ بالانتفاش ط
(١٨) عنهما : منهما ب ، ط ، م
(١٩) الغذو : التغذى ط (٢٠) منوى : مثوى د ، ط ، م.
(٢١) هو : ساقطة من د.