ما يتولد فيها الفرخ (١) ويتصور. ويشبه أن يكون حال البزور فى النبات هذه الحال ، إلا أن القوتين لا تتلاقيان فيها عن افتراق فى شخصين ، بل تحصلان لها من شخص واحد. والبذر (٢) يتولد منه النبات عن مبدأ محرك فيه ، وربما تولد عنه تولدا من غير مدد من خارج يعتد به ، كما ينبت الباقلى. (٣) وربما احتاج إلى استمداد مدد يستحيل إلى مشاكلة الجزء المنفعل من أجزائه ، وهو الذي يقوم مقام منى الأنثى ، فتمده القوة النفسانية ، وهو الغذاء. وليس الغرس (٤) حكمه من البزر حكم نطفة الأنثى ، بل حكمه حكم الغذاء ولا يختلف حكمه عند ابتداء توليد النبات من البزور ، (٥) وعند ما يولد ويغتذى ، ولكن حكمه منه حكم الغذاء.
وفى النبات شيء يقوم مقام الرحم والذكر جميعا ، وشيء يقوم مقام البيضة. فأما الشيء الذي هو كالرحم فالهنات التي توجد فى عقد الأغصان (٦) والزرع ، وقد توجد أيضا فى البزور. وهى أشياء متميزة (٧) من تلقائها تتولد الأغصان فى النبات نفسه ، وفى بزر (٨) النبات ، أو ما يقوم مقام الأغصان. وليس يجب أن نظن أن تلك الأشياء هى كالمنى الذكورى ، بل تلك الأشياء مجامع للقوتين جميعا. فهناك تفعل المولدة فى المتولدة فعلها ، وهناك تستحفظ القوتان جميعا ومادتا القوتين ، وهى فى النبات كالأرحام المشتملة ، وفى البزور فكأشياء فى البيض منها تفيض قوة التوليد والتولد معا. وذلك أن فى البيض مبادئ منها يكون (٩) مبدأ (١٠) انبعاث القوتين المجتمعتين. وقد تتميز فى الحس عن سائر أجزاء البيض ، وتكون كأنها فى البيض رحم ثان ، فكأن (١١) البيض غذاء لذلك الرحم.
وبالجملة فإن هذه الأشياء فى البزور والنبات (١٢) ما دامت صحيحة موجودة ولدت (١٣) البزر والنبات ، وإن أصابها آفة لم تولد. (١٤) وفيها يستحفظ قوة التوليد والتولد. (١٥) وليس يجب أن نقول (١٦) التوليد وحده دون التولد ، بل كلا الفعلين يتمان هناك وينبعثان من هناك. وما كان
__________________
(١) الفرخ : القروح سا.
(٢) والبذر : فالبذر د ، سا ، ط ، م
(٣) الباقلى : الباقلاء سا ، ط ؛ المباقلى م
(٤) الغرس : المغرس د ، سا
(٥) البزور : البزر د ، سا ، ط ، م
(٦) الأغصان : الأعصاب م
(٧) متميزة : مثمرة م (٨) بزر : بزور ط
(٩) يكون : ما يكون سا
(١٠) مبدأ : ساقطة من ب.
(١١) فكأن : وكأن د ، سا ، ط
(١٢) والنبات : وفى النبات ط
(١٣) ولدت : ولذات م
(١٤) تولد : متولد م (١٥) والتولد : والتوالد ب
(١٦) نقول : + أن ب.