حرف الهمزة
الهمزة مع الباء
[أبن] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ في ذكر مجلسه ، عن عليّ رضي الله عنه : مَجلسُ حِلْمٍ وحَيَاءٍ وصبر وأمانة ، لا تُرفَعُ فيه الأصوَاتُ ، ولا تُؤْبَنُ فيهِ الحُرَمُ ، ولا تُنْثَى (١) فَلَتَاتُه ؛ إذا تكلم أطرَق جُلساؤه كأنَّ على رؤُوسهم الطّيَر ، فإذا سكت تكلّموا ، ولا يقبَلُ الثناءَ إلا عن مُكافئ.
لا تؤْبن : أي لا تُقْذَف ولا تُعَاب ، يقال : أَبَنْتُهُ آبِنُهُ. وأَبَنَهُ [أبناً] وهو من الأُبَن ، وهي العُقَد في القُضبان ؛ لأنها تعِيبها.
ومنه قوله في حديث الإفْك : أَشِيروا عليّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهلِي.
ومنه حديث أبي الدّرداء إن نُؤْبَنْ بما لَيْسَ فِينا فرُبما زُكِّينَا بما ليس فينا.
البثّ والنثّ والنّثْو : نظائر.
الفَلْتَة : الهفوة. وافتُلِت القول : رُمى به على غير رويّة ؛ أي إذا فرَطَت من بعض حاضِريه سَقْطة لم تنشر عنه ، وقيل هذا نفيٌ للفلتات ونَثوِها ، كقوله :
*ولا تَرى الضبّ بها ينْجَحرْ* (٢)
__________________
(*) [ابن] : ومنه الحديث : أنه نهى عن الشعر إذا أُبِّنت فيه النساء. ومنه حديث أبي سعيد : ما كنا نأبْنُهُ برُقية. ومنه حديث أبي ذر : أنه دخل على عثمان بن عفان فما سبَّه ولا أَبَّنَهُ. وفي حديث المبعث : هذا إبَّان نجومه. وفي حديث ابن عباس : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أُبينَ لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس. وفي حديث أسامة قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى الروم : أغِرْ على أُبَنى صباحاً. عن النهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري طبعة المكتبة العلمية بيروت جزء ١ ص ١٧ ، ١٨.
(١) لا تنثى : لا تذاع.
(٢) صدره :
لا تفرغ الارنب اهوالها
والبيت من السريع ، وهو لابن أحمر في ديوانه ص ٦٧ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٢٢٩ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٩٢ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١١ / ٣١٣ ؛ والخصائص ٣ / ١٦٥ ، ٣٢١.