الجيم مع الزاي
[جزأ] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لأبي بُرْدَة بن نِيَار في الْجَذَعة التي أَمَره أن يُضَحِّي بها : ولا تَجْزِي عن أحدٍ بعدك.
أي لا تُؤَدِّي عنه الوَاجبَ ولا تَقْضِيه ، من قوله تعالى : (لا) تَجْزِي (نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً*) [البقرة : ٢٨]. وإنما وضع الجزاءَ موضعَ الأداء ؛ لأن مُكافأة الصنيع كقضاءِ الحقّ.
[جزر] (*) : أَمَر بإخْراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب.
قال الأَصْمَعي : هي من أقصى عَدَنِ أَبَين إلى رِيفِ العراق في الطول. وأما العَرْضُ فمن جُدَّة وما وَالاها مِنْ ساحل البَحْرِ إلى أطراف الشام. وقيل : ما بين حَفَر أبي موسى إلى أَقْصى اليمن في الطّول.
وأما العَرْض فما بين رَمْل يَبْرِين إلى مُنْقَطَع السَّماوَة.
وقيل : سُمِّيت جزيرة ؛ لأن البحرين : بَحْرَ فارس وبَحْرَ الحبش ، والرَّافِدَايْنِ قد أحاطت بها.
[جزأ] : قال عليّ رضي الله تعالى عنه في وصف دُخوله صلى الله عليه وآله وسلم : كان دُخوله لنفسه ، مَأذُونٌ له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزَّأَ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءاً لله ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه. ثم جزَّأ جُزْأَهُ بينه وبين الناس ، فيردُّ ذلك بالخاصَّة على العامّة ، ولا يدَّخر عنهم شيئاً.
يريدُ أنَّ العامةَ كانت لا تَصِل إليه في منزله ، ولكنه كان يُوَصِّل إليها حظَّها من ذلك الجزء بالخاصَّة التي تَصِل إليه فتُوصِله إلى العامَّة.
لنفسه : مِنْ صلة الدخول.
ومأْذون : خبر مبتدأ محذوف ، والجملة في موضع خبر كان ؛ ويجوز أن يَسْتَتِرَ في كان ضميرُ الشَّأْن ، ويرتفع الدخول بالابتداء ومأْذون خبره ، ويجوز أن يكونَ لنفسه خبر كان ، ومأذون خبر مبتدأ محذوف ، والجملةُ لا محلّ لها ؛ لأنها بدل عن قوله كانَ دخولُه لنفسه.
__________________
(*): [جزا] : ومنه الحديث : الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. ومنه : أنه صلى الله عليه وآله وسلم آتى بقناع جزء. النهاية ١ / ٢٦٥ ، ٢٦٦.
(*): [جزر] : ومنه الحديث : أنه بعث فمروا بأعرابي له غثم ، فقالوا : أجزرنا. ومنه حديث الضحية : فإنما هي جزيرة أطعمها أهلها. وفي حديث الزكاة : لا تاخذوا من جزرات أموال الناس. وفيه : أنه نهى عن الصلاة في المجزرة والمقبرة. ومنه حديث عمر : اتقوا هذه المجاوز. وفي حديث الضحية : لا أعطى منها شيئاً في جزارتها. وفي حديث جابر : ما جزر عنه البحر فكل. ومنه الحديث : ان الشيطان بئس أنن يعبد في جزيرة العرب. النهاية ١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨.