الحاء مع الشين
[حشش] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إنّ رجلاً من أَسْلَم كان في غُنَيْمَةٍ له يَحُشُ عليها في بَيْداءِ ذي الحُلَيْفَة إذ عَوَى عليه ذئب فانتَزَع شاةً من غنمه فجَهْجَأهُ الرجلُ بالحِجارة حتى استنقذ منه شَاتَه ، فقال الذئب : أما اتقيتَ الله أن تَنزع مني شاة رُزقتها؟ فقال الرجل : تاللهِ ما سمعتُ كاليوم قطّ! فقال الذئب : أَعْجب من ذلك هذا الرسول بين الحرّتين يحدِّث الناس بما خَلا ويُحدِّثهم بما هو آت. فلما سمع الرجل قولَ الذئب ساق غَنمه يَحُوزُها حتى جاء المدينة.
يحُش : بمعنى يَهُشّ ؛ أي يخبط الورق ، ومثله مدَحَ ومَده!
جَهْجَأَه : زَجَرَه ، والهمزة بدل من هاء. قال عمرو بن الإطنابة :
والضاربين الكَبْشَ يبرق بَيْضه |
|
ضرب المُجْهِجَه عن حِيَاض الآبل |
يَحُوزُها : يجمعها في السوق.
ما سمعت كاليوم : أي ما سمعت أُعجوبة كأعجوبة اليوم ؛ فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه ، والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
قال لأبي بَصِير رضي الله عنه : ويَلُمّه مَحِشَ حَرْب لو كان معه رجال!.
هو الذي يحُشّ (١) نار الحرب كثيراً ، كقولهم : مِسْعَر حرب.
وي : كلمة تعجّب ، والأصل وَي لأمه ، فحذفت الهمزة للتخفيف ، وألقيت حركتها على اللام ، وربما كسرت
إتباعاً للميم أو لأنها حركتها الأصلية ، وانتصاب «مِحَشّ» على التمييز.
عمر رضي الله تعالى عنه ـ أُتي بامرأة مات زوجها ، واعتدّت بأربعة أشهر وعشر ، ثم تزوّجت رَجلاً ، فمكثت عنده أربعة أشهر ونصفاً ، ثم وَلدت ولداً ؛ فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسألهنّ عن ذلك. فقلن : هذه امرأةٌ كانت حاملاً من زَوْجها ، فلما مات حَشَ وَلَدُها في بطنها ، فلما مسَّها الزوج الآخر تحرّك ولدُها ؛ فأَلْحَقَ الولدَ بالأول.
حشَ الولد في بطن المرأة : إذا يَبِس فيه ، وهو حُشّ ، وأحشَّت المرأة.
[حشف] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ قال له أبان بن سعيد حينَ بعثه رسول الله صلى
__________________
(*) [حشش] : ومنه في حديث الرؤيا : وإذا عنده نارٌ يحشُّها. ومنه حديث عائشة تصف أباها : وأطفأ ما حشت اليهود. ومنه حديث عمر : أنه رأى رجلاً يحتش في الحرم فزبره. ومنه الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلى في حُشَّان. النهاية ١ / ٣٨٩ ، ٣٩٠.
(١) حش الحرب يحشها : إذا أسعرها وهيجها.