الخاء مع الضاد
[خضرم] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ خطب الناسَ يوم النَّحْر ، وهو على ناقةٍ مُخَضرَمة.
الخَضْرَمَة : أن يُجْعل الشيء بَيْنَ بَيْنَ ، فالناقة المُخَضْرَمة : هي التي قُطِع شيءٌ يسيرٌ من طرَف أُذُنِها ؛ لأنها حينئذ بين الوَافِرة الأُذُن والنَّاقِصتِها ، وقولهم للخَفْضِ (١) : خَضْرَمة تشبيهٌ بذلك ؛ لأن ما يحذف يسيرٌ ، وقيل : هي المَنْتُوجة بين النَّجائب والعُكاظِيَّات ، ويقال للَّحْم الذي لا يُدرَى أَمِن ذَكرٍ هو أَمْ من أُنثى مُخضْرَم ، ومنه المُخَضْرَم من الشعراء : الذي أدَرْكَ الجاهليَّة والإِسْلَام.
[خضر] (*) : نهى صلى الله عليه وسلم عن المُخَاضرة.
وهي بَيْعُ الثِّمار خُضْراً لمَّا يَبْدُ صَلَاحُها.
قال أبو سفيان رضي الله عنه يومَ فتح مَكة : يا رسول الله ؛ قد أُبِيحَت خَضْراء قُريش ، لا قُرَيْش بعد اليوم.
هي جماعتهم وكَثْرَتُهم ؛ سُمِّيت بذلك من الخُضْرَة التي بمعنى السَّواد ، كما قيل لها سَوَاد ودَهْماء ، ومثلها تسميتُهم اللَّبَن المخلوطَ بالماء خَضَاراً ، كما سموه سَمَاراً ؛ شبَّهُوها في تكاثُفِها وتَرادُفِها بالليل المظلم ، وقد صرَّحوا بذلك فقالوا : أَقْبَلوا كاللَّيل المظلم. وقال :
*ونحنُ كاللّيل جاشَ في قتمه *
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة : إنه أمر العبَّاس أن يَحْبِس أبا سفيان بمَضِيقِ الوَادِي حيث تمرُّ به الكتائب ، فحبَسه حتى مرَّ المسلمون ، ومرَّ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في كتيبته الخَضْرَاء.
هي التي غلبها سَوَاد الحديد كما قيل الجَأْوَاء.
ومنه حديث زَيْد بن ثابت رضي الله عنه : إن الحارث بن حَكِيم تزوَّج امرأةً أَعْرابية ، فدَخل عليها ، فإذا هي خَضْرَاء ؛ فكرهها ولم يَكْشِفها ، فطلَّقها ، فأرسل مروانُ في ذلك إلى زَيد فجعل لها صَدَاقاً كامِلاً.
الصِّدَاقَ بالكسر أفصح عند أصحابنا البَصْريين.
__________________
(*) [خضرم] : ومنه الحديث : إن قوماً بيتوا ليلاً وسيقت نعمهم فادَّعوا أنهم مسلمون ، وأنهم خضرموا خضرمة الإسلام. النهاية ٢ / ٤٣.
(١) الخفض للجارية : كالختان للغلام.
(*) [خضر] : ومنه الحديث : إن الدنيا حلوة خضرة. ومنه حديث القبر : يُملأ عليه خَضِراً. النهاية ٢ / ٤١.