ومعنى وَصْف الكسب بذلك أنه وافر منتظم ، لا يقع فيه وَكْس ولا يتحيَّفُه نُقْصَان. أراد أنّ عادة اللهِ في المؤمن أَنْ تُلمَّ به المرازىء فيما يملكه ، فيثابَ على صبره فيها ؛ فإذا لم يزَلْ مُعَافًى منها موفوراً كان فقيراً من الثواب ، وهو الفَقْر الأَعظم.
[خلى] : إن عاملاً له رضي الله عنه على الطائف كتب إليه : إن رجالاً من فَهْم كَلَّموني في خَلَايا لهم أسْلَموا عليها ، وسألوني أنْ أحميَها لهم.
فكتب إليه عمر : إنما هو ذُبَابُ غَيْث ، فإن أدَّوْا زَكاته فاحْمه عليهم.
الخلايا عَسَّالات النحل ، وهي أشباه الرَّوَاقيد (١) ، الواحدة خلِيّة ، كأنها المواضع التي تُخْلِي فيها أجْوافها.
ومنه الحديث في خلايا النحل ، أن فيها العشر.
هو : ضمير العَسَل. يعني أنه يعيش بالغيث ويرعى ما ينبته ، فشبّهه بالنعم السائم الذي فيه الزكاة.
[خلع] (*) : عثمان رضي الله عنه ـ كان إذا أُتِيَ بالرجل قد تَخَلَّع في الشراب المُسْكِر جَلَده ثمانين.
أي انهمك في مُعَاقرته ، وخلع رَسَنَه فيها ، وبلغ به الثَّمَل إلى أن استرخت مفاصِلُه استرخاءً يشبه التَّخَلُّع والتفكك ، كما قال الأخطل :
صَرِيعُ مُدَام يَرْفَعُ الشَّرْبُ رأسَه |
|
ليحيا وقد مَاتَتْ عِظَامٌ ومَفْصِلُ |
إِذا رفعوا عَظْماً تحامل صَدْرُه |
|
وآخرُ مما نال منها مُخَبَّلُ |
[خلف] : ابن عمرو بن نُفَيل ـ لما خالفَ دِين قومه قال له الخَطَّاب بن نُفَيل : إني لأحسَبك خالِفةَ بني عديّ ؛ هل ترى أحداً يصنع مِنْ قومك ما تصنع؟.
الخالفة : الكثير الخِلاف ، قال :
*يأيها الْخَالِفة اللَّجُوج *
ويجوز أن يريد الذي لا خيرَ عنده ، وقد مرَّ آنفاً.
[خلل] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ عليكم بالعلم فإنّ أحدكم لا يَدْرِي متى يُخْتَلُ إليه.
__________________
(١) الراقود : دن كبير أو طويل الأسفل.
(*) [خلع] : ومنه الحديث : من خلع يداً من طاعة الله لقي الله تعالى لا حجة له. ومنه الحديث : وقد كانت.
(١) هذيل خلعوا خليعاً لهم في الجاهلية. وفي حديث ابن الصبغاء : فكان رجل منهم خليع. ومنه الحديث : المختلعات هن المنافقات. النهاية ٢ / ٦٤ ، ٦٥.