الهمزة مع الصاد
[أصر] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال له عمر : يا رسولَ الله ؛ أَخْبِرْني عن هذا السلطان الذي ذلَّتْ له الرِّقاب ، وخضعت له الأجساد ؛ ما هو؟ قال : ظلُّ اللهِ في الأَرْض ، فإذا أَحْسَن فله الأَجْر وعليكم الشُّكر ، وإذا أساء فعليه الإصْر وعليكم الصَّبر.
هو الثّقل الذي يأصر حاملَه ؛ أي يحبسه في مكانه لفَرْط ثِقله ، والمراد الوِزر العظيم.
ومنه حديث ابن عمر : مَنْ حلف على يمينٍ فيها إصْر فلا كفَّارة لها.
قيل : هو أن يحلف بطَلَاق أو عِتَاقٍ أَوْ مَشْيٍ أو نَذْر. وكلُّ واحدة من هذه فيه ثِقَلٌ فادح على الحالف ؛ لأنه لا يتفصّى عنه بكفارة كما يتفصَّى بها عن القسم بالله تعالى. وإنما قيل للعهد إصْر ؛ لأنه شيء أُصِرَ : أي عُقِد.
[إصطفل] : معاوية رضي الله عنه ـ بلغه أن صاحبَ الروم يريد أن يَغْزو بِلادَ الشام أيام فتنة صِفِّين ، فكتب إليه يحلف بالله لئن تَمَمْتَ على ما بلغني من عزمك لأُصَالحنَّ صاحبي ، ولأكوننَّ مقدّمته إليك ؛ فلأجعلنَّ القُسْطَنْطِينيَّة البَخْرَاء (١) حُمَمَةً سَوْدَاء ، ولأنتزِعَنَّك من المُلْكِ انتزاعَ الإصْطَفْلينَةِ ، ولأَرُدَّنَّكَ إِرِّيساً مِن الأَرَارِسَة تَرْعَى الدَّوَابِل.
هي الجَزَرة شامية ، والجمع بحذف التاء.
ومنه حديث القاسم بن مُخَيْمرة رحمه الله تعالى : إنّ الواليَ ليَنْحِت أقاربَه أَمانته كما تنحِتُ القَدوم الإِصْطَفِلينة ، حتى تَخْلُصَ إلى قلبها.
مرّ الإِرّيس في (أر).
الدَّوَابل : جمع دَوْبل ، وهو الخنزير ، وقيل الجحش.
تَمَ على الأمر : إذا استمرّ عليه وتمّمه ، كما يقال : مضى على ما عزم إذا أمضاه.
اللام في لَئِن هي الموطئة للقسم ، وقد لفَّ القسمَ والشرط ثم جاء بقوله : لأُصَالحن ؛ فوقع جواباً للقسم وجزاءً للشرط دفعةً.
المُقَدِّمة : الجماعة التي تتقدَّم الجيش ؛ من قدَّم بمعنى تقدَّم ، وقد استعيرت لأول كلّ شيء فقيل منه : مقدِّمة الكتاب ومقدِّمة الكلام ؛ وفتح الدال خَلف.
أَصَلة في (زه). بالأُصْطُبَّة في (عل). الإِصْر في (وص).
__________________
(*) [أصر] : ومنه في حديث الجمعة : ومن تأخر ولغا كان له كفلان من الإصر. ومنه الحديث : من كسب مالاً من حرام فأعتق منه كان ذلك عليه إصراً. النهاية ١ / ٥٢.
(١) في لسان العرب : الحمراء بدل البخراء.