البجاد : الكساء المخطّط ؛ سُمِّي بذلك لتَدَاخُل ألوانه من قولهم : هو عالم ببُجْدَة أمره. أي بدِخْلَتِهِ.
والأسود من البُجُد : هو المنسوج على خطوط سُود يُفَصِّلُ بينها بيضٌ دِقاق ؛ فالمعنى أن النمل كان يَهْوِي متساطراً كخطوط البِجاد الأسود. ومنه : قيل لعبد الله بن عَبْدنُهْم : ذو البِجَادين ؛ لأَنه حين أَرَاد المصيرَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمُّه بِجاداً لها باثنين فائْتَزر بأحدهما وارْتَدى بالثاني.
ومنه حديث معاوية : إنه مازَح الأَحْنَف بن قيس فما رُئي مَازِحان أوقرَ منهما ؛ قال له : يا أَحنف ؛ ما الشيء الملفَّف في البِجَاد؟ فقال : هو السخِينةُ يا أمير المؤمنين!.
ذهب معاوية إلى قول الشاعر :
بخُبْزٍ أَوْ بتمر أو بسَمْن |
|
أو الشيء الملفَّفِ في البجَاد (١) |
والأحنف إلى السخينة التي تُعيَّر بها قريش ، وهي شيء يعمل من دقيق وسمن ؛ لأنهم كانوا يولعون به حتى جرى مجرى النبز لهم قال كعب بن مالك :
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ ستَغْلِبُ رَبَّها |
|
وليُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ (٢) |
البَجّة في (جب). بَجْرَاء في (عز). وبجَّحَنِي في (غث). البَجْر في (بر). يُبجِّسها في (أم). بُجَرِي في (جد).
الباء مع الحاء
[بحر] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ شكا عبدُ الله بن أبيّ إلى سَعْد بن عُبادة ، فقال : يا رسول الله ؛ اعفُ عنه ، فو الذي أَنزل عليكَ الكتاب ، لقد جاء اللهُ بالحق ، ولقد اصطلَح أهلُ البَحْرَة على أن يُعَصِّبُوه بالعِصَابَةِ ، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرِق بذلك.
أراد بالبَحْرة : المدينة. يقولون : هذه بَحْرتنا ؛ أي أرضنا وبلدتنا. وأصل البَحْرَة : فَجوة من الأرض تستبحر ؛ أي تنبسط وتتّسع. قال يصف رسم الدار :
كأنّ بقاياه ببَحْرة مالك |
|
بقيَّةُ سَحْقٍ (٣) من رِدَاءٍ مُحبّرِ |
__________________
(١) البيت لعنبسة بن نهم في لسان العرب (بجد).
(٢) البيت في لسان العرب (سخن).
(*) [بحر] : ومنه الحيث : أنه ركب فرساً لأبي طلحة فقال : إن وجدنا بحراً. ومنه حديث عبد المطلب وحفر بئر زمزم : ثم بحرها. ومنه حديث ابن عباس : حتى ترى الدم البحراني. ومنه الحديث : وكتب لهم ببحرهم. وفي حديث مازن : كان لهم صنم يقال له باحَر. النهاية ١ / ٩٩ ، ١٠٠.
(٣) السحق : الثوب الخلق البالي.