الباء مع الدال
[بدع] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن رَجُلاً أَتاهُ فقال : يا رسولَ الله ؛ إني أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني.
أَبْدَعَتِ الرَّاحِلةُ : إذا انقطعت عن السَّيْرِ بِكَلَال أو ظَلَعَ.
جعل انقطاعها عما كانت مستمرةً عليه من عادة السير إبداعاً منها ؛ أي إنشاء أمرٍ خارج عما اعتيدَ منها وأُلِف ، واتّسِع فيه حتى قيل : أُبْدِعَتْ حُجَّة فلان. وأَبْدَعَ بِرُّه بشُكْرِي : إذا لم يَفِ شكرُه ببرّه.
ومعنى أُبْدع بالرجل انقُطِع به ؛ أي انقطعت به رَاحِلَتُه ، كقولك : سار زيد بعمرٍو ؛ فإذا بنيتَ الفعل للمفعول به وحذفتَ الفاعل قلتَ سِير بعمرو ؛ فأقمت الجار والمجرور مقامَ الفاعل. وكما أن المعنى في سِير بعمرو : سُيِّر عَمْرو ، كذلك المعنى في انْقُطِعْ بالرجل ؛ قُطِع الرَّجُل. أي قُطع عن السير.
[البدأة] : نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُع ، وفي الرَّجْعَةِ الثُّلث.
بَدْأَة الأَمر : أَوّله ومُبْتَدَؤُه ، يقال : أما بادىء بَدْأَةٍ فإني أحمد الله.
وهي في الأصل المرَّةُ من البدء ، مصدرُ بدأ ؛ والمرادُ ابتداء الغَزْو.
يعني أنه كان إذا نهضت سَرِية من جُمْلة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نَقَّلها الربع ممَّا غنمت ، وإذا فعلت ذلك عند قُفُول العسكر نفَّلها الثلث ؛ لأنّ الكرّةَ الثانية أشقُّ والخطّةَ فيها أعظم.
[البدن] : لا تُبَادِرُوني بالركوع والسجود ، فإنه مهما أَسْبِقْكُم به إذا ركعتُ تدركوني إذا رَفَعْتُ ، ومهما أسْبِقْكم به إذا سجدتُ تدركوني إذا رفعتُ ؛ إني قد بَدَّنْتُ.
أي صرت بَدَناً ، والبَدَن : المسِنّ ، ونظيره عجَّزَت (١) المرأة ، وعوَّد (٢) الجمل ، ونَيَّبَت (٣) الناقة.
وروي بَدُنتُ : أي ثَقُلت علي الحركة ثقلها على الرَّجُل البادن وهو الضخم البدَن ، يقال : بَدَن بُدْناً ، وبَدُنَ بُدْناً وبَدَانة ؛ ولا يصح ؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يُوصف بالبَدَانة.
__________________
(*) [بدع] : ومنه في حديث عمر في قيام رمضان : نعمت البدعة هذه. وفي حديث الهدي : فأزحفت عليه بالطريق فعيَّ بشأنها إن هي أبدعت. ومنه الحديث : كيف أصنع بما أُبدع عليَّ منها. النهاية ١ / ١٠٦ ، ١٠٧.
(١) عجزت المرأة : صارت عجوزاً.
(٢) عود الجمل تعويداً : صار عَوْداً ، والعود : المسن من الإبل.
(٣) نيبت الناقة : هرمت.