وأكثر هيجان الطمث عند الاجتماع والاستقبال ؛ لأن (١) لاختلاف حالات القمر تأثيرا في الرطوبات ، وغير ذلك من المد والجزر ، وفي سائر ما قيل في موضعه. والتي يتأخر طمثها من النساء تتأذى بأوجاع. ويعرض لجميعهن عند قرب الطمث ثقل في البدن ، وربما عرض من احتباسه اختناق.
والحمل الطبيعى ما يوافق (٢) الطهر ، وإن كان الطامث قد تحبل ؛ وإن كان من النساء أيضا من إذا طهرت انغلق باب رحمها. والحامل لا تطمث إلا في الندرة ، لأن الطمث ينصرف إلى غذاء الجنين ، فإن طمثت أضعفت الولد. وربما أدى دور الطمث إلى الإسقاط. وإذا اشتدت الرطوبة بالرحم كانت (٣) مزلقة للمنى.
والحيوانات الأخرى (٤) بعضها لا يطمث ، وبعضها يطمث أقل من طمث النساء ، كأن الفضلات فيها تتحلل في الشعر ، وفي الفلوس (٥) ، والقشور ، وفي البول الكدر. وهي أيضا أكثر رياضة. وما (٦) يجتمع (٧) في الإنسان من المنى ، أكثر مما يجتمع في سائر الحيوانات التي تناسبه في القد. وذكر أن الأبيض المعتدل السمن ، أكثر منيا من الأسود والأسمر ، والسبب فيه كثرة الرطوبة ؛ ولا يبعد عندى أن يكون السمر والسود يكثر فيهم المنى بسبب القوة والحرارة ، فإن القوة تحصل في المادة ما لا يحصله الضعف مع حضور العنصر.
وحكى (٨) أن البيض أيضا أنشب (٩) للمنى (١٠) وأجذب من السمر ، وإذا حبلت المرأة يبس عنق فرجها.
أقول : وذلك لأن الفرج إنما يترطب من رطوبة الرجال ، أو رطوبة النساء ؛ فإذا جذب الرحم المنى جذبا عنيفا وافرا قويا ، لم يبق في خارج الفرج إلى باب الرحم منى
__________________
(١) لأن : كان ب ، د ، سا ، طا.
(٢) ما يوافق : ما وافق ب.
(٣) كانت : كان ط ، م.
(٤) الأخرى : الأخر ب ، م.
(٥) وفي الفلوس : والفلوس د ، سا.
(٦) وما : ومما ط ، م
(٧) يجتمع : يجمع ط.
(٨) وحكى : وذكر د ، سا
(٩) أنشب : أنشف د ، سا ، طا ؛ اشتق ط
(١٠) للمنى : المنى م.