الفصل الثاني
(ب) فصل (١)
فى احتجاج جالينوس (٢) على الفيلسوف
ونقض ذلك الاحتجاج وتسخيفه
قال الطبيب الفاضل : لم يحسن من قال إن المنى يتحلل ولا يبقى ، فإن الرحم لم يخلق (٣) خزانة للمنى يشتاقه بالطبع ليضيعه ، بل ليمسكه (٤). واستشهد أبقراط بأن امرأة لم تحب أن تحبل ، وأجمعت على إزلاق المنى ، فاحتاجت إلى طفر (٥) شديد إلى خلف حتى أزلقت المنى. ولو لا (٦) شدة اشتمال الرحم على المنى لزلق بنفسه لثقله ، وذلك أن المنى (٧) نزل وقد غشى بغشاء كالغرقئ (٨) ، وإنما جلله (٩) ذلك الغشاء لانطباخه في (١٠) الرحم. ومن شأن الطابخ للرطوبة بحرارة عاملة ، أن يحدث في الجهة التي تماسه كالقشر ، كما يعرض للقطائف التي تخبز من الإهال ، فإن ما يلى الفرن منه يصير أولا كصفاق ، وسائره بعد رطب.
قال : ولذلك (١١) خشنت الأرحام في داخلها ، لئلا يكون أملس على أملس ، فيعلق (١٢) اللزوم.
قال : وكيف يخلق العصب والعظام والعروق من (١٣) الدم ، وهي بيض وصلبة. وإنما تخلق لا محالة عن (١٤) مادة بيضاء لزجة غير سائلة رقيقة جدا ، كالدم (١٥). فإن قلتم : إن
__________________
(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.
(٢) جالينوس : الجالينوس ط.
(٣) لم يخلق : لا يخلق ط
(٤) ليمسكه : يمسكه سا.
(٥) طفر : طفو د.
(٦) ولو لا : فلولا ط
(٧) وذلك أن المنى : وإن كان ذلك المنى سا.
(٨) كالغرقئ : بكالغرقئ د ، سا ، م
(٩) جلله : جلل م
(١٠) فى : من د ، سا.
(١١) ولذلك : وكذلك م.
(١٢) فيعلق : فينعاق ب ؛ فعلق م.
(١٣) من : عن د ، سا.
(١٤) عن : من ط
(١٥) كالدم : ساقطة من ط.