الفصل الثالث
(ح) فصل (١)
نرجع فيه إلى مأخذ التعليم الأول ونبين (٢) فيه أن ليس للمرأة بالحقيقة
منى ، وأن مادة المرأة التي تسمى منيا (٣) ليس فيها قوة مولدة ، بل
متولدة ، وفصل (٤) القول في المنى ، وشىء من التشبيه
لنعد الآن إلى مأخذ التعليم الأول ، فإنا أحببنا (٥) أن يكون هذا الفصل مقدما لينتفع به في خلل ما يأتينا من ذى قبل ، فنقول : إن السبب في التذكير هو استيلاء المزاج الذكورى الحار ، وأسباب ذلك الاستيلاء إما في المادة (٦) الرجلية وإما في المادة الأنوثية ، وإما في مكان الجنين. والذي في المادة الرجلية (٧) وهو الذي في المنى ، فأن يكون حارا قهارا ، فإنه إذا كان حار المزاج كان الولد ذكرا لما يفيده (٨) المنى من الحرارة. وإذا كان المنى العالق هو الذي أتى من جهة البيضة اليمنى فهو أولى بذلك ، لأن اليمنى بالجملة أسخن ، والدم الذي يأتيها (٩) أنضج ، وهو إلى المبدأ أقرب ، لأنه يأتى من عرق تحت الكلية من حيث تتصفى عنه المائية كما (١٠) يعلم ذلك من التشريح. ولما كان المنى مما يندفق (١١) اندفاقا بعد اندفاق ، فليس بمستنكر أن يكون بعضه يمينا (١٢) وبعضه شماليا ، وبعضه عالقا نافذا ، وبعضه ضالا لا ينفذ إلى المعدن. ولذلك ما قد يكون المنى الآتى من اليسرى مؤنثا لبرد ذلك الموضع.
__________________
(١) فصل : فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.
(٢) ونبين : ونتبين ب ، م.
(٣) منيا : + لها سا.
(٤) وفصل : وفصل م.
(٥) فإنا أحببنا : فأحببنا سا ؛ فإنا أجبنا ط.
(٦) المادة : مادة ط.
(٧) الرجلية : الرجولية د.
(٨) يفيده : يفيد د ، م.
(٩) يأتيها : يأتيه د ، سا ، ط ، م.
(١٠) كما : وكما د ، سا ؛ فكما م
(١١) يندفق : يتدفق م.
(١٢) يمينيا : يمينية م.