ويقول الأطباء إن الغشاء اللفائفى خلق من منى (١) الأنثى ، وهو قليل ، وأقل من من منى الرجل ، فلم يمكن أن يكون واسعا ، فجعل طويلا ليصل الجنين بأسافل الرحم ، وضاق عن الرطوبات كلها فلم يكن بد من أن يفرد (٢) للعرق مصب أوسع ؛ وهذا من متكلفاتهم. والجنين إذا سبق إلى قلبه مزاج ذكورى ، فاض في جميع الأعضاء. وهو بالذكورة (٣) ينزع إلى أبيه. وربما كان سبب ذكورته غير مزاج أبيه ، بل حال من (٤) الرحم أو مزاج (٥) عرض (٦) للمنى خاصة. فلذلك لا يجب إذا أشبه الأب في أنه ذكر أن يشبهه فى سائر الأعضاء ، بل ربما يشبه الأم. والشبه الشخصى يتبع الشكل ؛ والذكورة لا تتبع الشكل ، بل المزاج. وربما يعرض للقلب وحده مزاج كمزاج الأب ، يفيض فى الأعضاء. وأما من جهة الاستعداد الشكلى فيكون القبول من المادة في الأطراف مائلا إلى شكل الأم ، وربما قدرت المصورة على أن تقلب (٧) شكل (٨) المنى وتشكله من جهة التخطيط بشكل الأب ، لكن تعجز من جهة المزاج أن تجعله مثله في المزاج. والسبب في التوأم كثرة المنى حتى (٩) يفيض إلى بطن (١٠) الرحم فيضا يملأ كلا على حدة. وربما اتفق لاختلاف (١١) الذرقتين إذا وافى ذلك اختلاف حركة من الرحم في الجذب ؛ فان الرحم عند الجذب يعرض لها حركات متتابعة ، كمن يلتقم لقمة بعد لقمة ، وكما تتنفس السمكة نفسا بعد نفس ، لأنه أيضا يدفع (١٢) منيه (١٣) إلى باطن الرحم دفعات ، كل دفعة تكون مع (١٤) جذبة للمنى من خارج طلبا من الرحم للجمع بين المنيين. وذلك شىء يخسه المتفقد (١٥) من المتجامعين ، ويعترفن هن أيضا أنفسهن. وتلك الدفعات والجذبات الأفراد لا تكون صرفة ، بل اختلاجية ، كأن كل واحدة (١٦) منها (١٧) مركبة من حركات ؛ لكنها لا تتم إلا عند عدة اختلاجات ، بل يحس بعد كل جملة اختلاجات سكون ما ، ثم يعود
__________________
(١) منى : المنى د.
(٢) يفرد : يعرف د ؛ ينفرد ط.
(٣) بالذكورة : الذكورة م
(٤) من : ساقطة من ب.
(٥) أو مزاج : ومزاج ب
(٦) عرض : عرضى د ، سا ، م.
(٧) تقلب : ينقلب د
(٨) شكل (الثانية) : ساقطة من ب.
(٩) حتى : حين د ، م
(١٠) بطن : بطنى ب.
(١١) لاختلاف : + مدفع ب ، سا ، ط ، م.
(١٢) يدفع : يندفع سا (١٣) منيه : منه ط.
(١٤) مع : مثل ط (١٥) المتفقد : المنعقد د.
(١٦) واحدة : واحد د ، سا (١٧) منها : منهما د ، م ؛ ساقطة من سا.