الفصل الثاني
(ب) فصل (١)
فى (٢) المزاج
فلنتكلم (٣) أولا كلاما كليا في المزاج ، ثم نتكلم في الأخلاط وقواها ، فنقول : إن المزاج كيفية تحدث من تفاعل كيفيات متضادة موجودة في عناصر متصغرة الأجزاء لتماس أكثر كل واحد منها أكثر الأجزاء (٤) ، إذا تفاعلت بقواها بعضها في بعض حدث عن جملتها كيفية متشابهة في جميعها هي المزاج. وقد علمت (٥) أصناف المزاج (٦) المعتدل والخارج عن الاعتدال ، وعلمت المعتدل مطلقا والمعتدل بحسب حيوان حيوان. ويجب أن تعلم أن المعتدل الذي يستعمله الأطباء في مباحثهم ، فإنه ليس مشتقا من التعادل الذي هو التوازن بالسوية ، بل كأنه مشتق من العدل في القسمة (٧) ، وهو أن يكون قد توفر على الممتزج بدنا كان بتمامه ، أو عضوا خصص من العناصر بكمياتها وكيفياتها عل القسط الذي ينبغى أن يكون له في مزاج نوعه مثلا في إنسانيته (٨) ، حتى يكون ، وإن كان ليس بالحقيقة اشتقاقه من ذلك على أعدل قسمة ونسبة (٩) تجب له. لكنه قد يعرض أن تكون هذه القسمة التي تتوفر على جملة الإنسان المعتدل ، قريبا جدا من المعتدل الحقيقى الأول ، وكأنه (١٠) ليس ذلك لغيره.
فلنتكلم في هذا الاعتدال ، معتبرا (١١) بحسب أبدان الناس أيضا. فنقول : تعرض له
__________________
(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.
(٢) فى : + ذكر ط ، م.
(٣) نتكلم : لتنكلم ب ، د ، ط ، م.
(٤) الأجزاء : الأخد ط.
(٥) وقد علمت : وعلمت ب ، د
(٦) وقد ... المزاج : ساقطة من سا.
(٧) فى القسمة : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.
(٨) إنسانيته : إنسانية ط.
(٩) ونسبة : ونسبته ط.
(١٠) وكأنه : فكأنه م.
(١١) معتبرا : معتبرين د.