أن يكون لشخص معين حتى يكون موجودا حيا صحيحا ، وله أيضا عرض ، ويحده (١) طرفا إفراط وتفريط. ويجب أن يعلم أن كل شخص يستحق مزاجا يخصه يندر أولا يمكن أن يشاركه فيه آخر.
وأما القسم (٢) السادس فهو الواسطة بين هذين الحدين أيضا ، وهو المزاج الذي إذا حصل لذلك الشخص كان على أفضل ما ينبغى له (٣) أن يكون عليه.
وأما القسم السابع فهو المزاج الذي يجب لنوع كل عضو من الأعضاء ، ويخالف به غيره. فإن الاعتدال الذي للعظم هو أن يكون اليابس فيه أكثر ، والذي للدماغ أن (٤) يكون الرطب فيه أكثر ، والذي للقلب أن (٥) يكون الحار فيه أكثر ، والذي للعصب أن (٦) يكون البارد فيه أكثر. فإذا اعتبرت الأنواع كان أقربها من الاعتدال الحقيقى هو الإنسان ، وإذا اعتبرت الأصناف فقد صح عندنا أنه إن كان في المواضع الموازية (٧) لمعدل النهار عمارة ، ولم يعرض من الأسباب الأرضية أمر مضاد ، أعنى من الجبال والبحار ، فيجب أن يكون سكانها أقرب الأصناف من الاعتدال الحقيقى. وقد سلف لك في هذا ما يعوّل عليه.
ثم بعد هؤلاء فأعدل الأصناف سكان الإقليم الرابع وما يليه من الجانبين ، فإنهم لا يحترقون (٨) بدوام مسامتة الشمس رءوسهم حينا ، بعد تباعدها عنهم ، كسكان أكثر الثاني والثالث (٩) ، ولا هم فجون نيّون لدوام بعد الشمس عن رءوسهم كسكان (١٠) آخر الخامس ، ثم هلم جرا إلى آخر الشمال.
وهذا القول بحسب ما يوجبه عرض الإقليم ، وقد يطرأ على الإقليم حال من مجاورة جبال أو بحار ومن أغواره (١١) ونجوده ما يغير مقتضى ذلك.
__________________
(١) ويحده : يحده د ، سا ، ط ، م.
(٢) وأما القسم : والقسم ط.
(٣) له : ساقطة من ط ، م.
(٤) أن (الأولى) : هو أن ط ؛ هو بان م
(٥) أن (الثانية) : هو أن ط ، م.
(٦) أن : هو أن ط ، م.
(٧) المواضع الموازية : الموضع الموازى د ، سا.
(٨) لا يحترقون : لا محترقون ب ، م.
(٩) والثالث : ساقطة من ب.
(١٠) أكثر ... كسكان : ساقطة من م.
(١١) أغواره : غؤوره د ، سا.