الفصل الثالث
(ج) فصل (١)
فى تعديد الأعضاء الآلية ومواضعها
فلنشرع (٢) في ذكر أعضاء الحيوان ، ولنبدأ بالآلية ، ولنبدأ بالظاهرة منها (٣) ، ومنها بالرأس. فنقول : إن الرأس من الإنسان وما يجرى مجراه يشتمل على جملة بسائطها القحف وما يغشيه (٤) وما فيه من الدماغ وحجبه ، والقحف يغشيه جلدة ولحم وبشرة (٥) ينبت عليها الشعر ، وهو مؤلف من عظام كثيرة على ما سنشرحه عند كلامنا في الأسباب.
وقد ذكر في التعليم الأول من (٦) مصادفة إنسان لم يكن لرأسه شئون بوجه ، وإنما قحفه واحد. وتحت الرأس من قدام الإنسان وجهه ، وأعلى وجهه جبينه ، وهو ما بين رأسه وعينيه. ويدل عظم جبينه على البله ، وعرضه على قلة العقل ، وصغره على لطف الحركة ، واستدارته على الغضب. والحاجبان خلقا مظلة للعين (٧) ، يحبسان ما ينحدر إليها (٨) ، ويزينان الوجه ، وإذا اتصلا على استقامة خطية دلا على تخيث (٩) واسترخاء ، وإذا (١٠) تزججا منحدرين إلى طرف الأنف دلا على لطف وذكاء ، وإذا تزججا نحو الصدغين دلا على طبيعة طنز (١١) واستهزاء ، وأما الدماغ فسنؤخر (١٢) الكلام فيه.
__________________
(١) فصل ؛ فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.
(٢) فلنشرع : لنشرع د ؛ نشرع سا
(٣) منها (الأولى) : ساقطة من سا.
(٤) يغشيه (الأولى والثانية) : يغشاه سا ، م
(٥) وبشرة : وقشرة ب ، م.
(٦) من : ساقطة من ط.
(٧) للعين : العين ب
(٨) إليها : إليهما سا.
(٩) تخيث : تخييث ب ، سا ، م ؛ (التخيث ، عظم البطن واسترخاؤه «اللسان»)
(١٠) وإذا : فإذا م.
(١١) طنز : «الطنز ، السخرية (اللسان)»
(١٢) فسنؤخر : فنؤخر ط.