الفصل السادس
(و) فصل (١)
فى تفصيل أصناف الأخلاط
الخلط جسم رطب سيال ، يستحيل إليه الغذاء أو لا ، فمنه خلط محمود ، وهو الذي من شأنه أن يصير جزءا من جوهر المغتذى أو مشابها له (٢) ، وبالجملة سادّا بدل شىء مما يتحلل منه (٣) ؛ ومنه فضل وخلط ردى ، وهو الذي ليس من شأنه ذلك ، اللهم إلا أن يستحيل في النادر إلى الخلط المحمود ، ويكون حقه قبل ذلك أن يدفع عن البدن وينفض.
ونقول إن رطوبات البدن منها أولى ، ومنها ثانية. والأولى هي (٤) الأخلاط الأربعة التي نذكرها. والثانية قسمان : إما فضول ، وإما غير فضول. والفضول سنذكرها. والتي ليست بفضول هي التي استحالت عن حالة الابتداء ، ونفذت في الأعضاء ، إلا أنها لم تصر جزء عضو من الأعضاء المفردة بالفعل التام. وهي أصناف ثلاثة : أحدها الرطوبة التي هي منبثة في الأعضاء الأصلية بمنزلة الطل ، وهي مستعدة لأن تستحيل غذاء إذا فقد البدن الغذاء ، ولأن تبل الأعضاء إذا جففها سبب من حركة عنيفة أو غيرها. والثاني الرطوبة القريبة العهد بالانعقاد ، وهي غذاء استحال إلى جوهر الأعضاء من طريق المزاج والتشبه (٥) ، ولم يستحل بعد من طريق القوام. والثالث الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلية (٦) منذ ابتداء النشو التي بها اتصال أجزائها ، ومبدؤها من النطفة ، ومبدأ النطفة من الأخلاط (٧).
__________________
(١) فصل : فصل وب ؛ ساقطة من د.
(٢) أو مشابها له : أو متشابها د ، سا ؛ ومشابها له ط.
(٣) منه : عنه م.
(٤) هى : + أولى م.
(٥) والتشبه : والتشبيه ط ، م
(٦) الأصلية : ساقطة من ط.
(٧) ليس من شأنه ... من الأخلاط : ساقطة من د.