الفصل السابع
(ز) فصل (١)
فيما (٢) يتصل بما قلناه من كلام المعلم الأول
فى الرطوبات والأمخاخ والأدمغة ونصرة مذاهبه فيها
قال المعلم الأول : ولما كان كل حيوان مغتذيا (٣) فله إما (٤) دم وإما رطوبة تقوم مقام الدم. والدموى من الحيوان أسخن ، وخاصة الذكور. وقد قال مرمينون : إن النساء أسخن ، ولذلك (٥) يكثر دمهن فيطمثن ؛ وأما انباذقليس فخالفه (٦). ومن القدماء من ظن أن الدم والصفراء باردان. قال : ومن بلغ مبلغهم في القصور حتى ضل عن الصواب في الحار والبارد فهو عن غيره أضل. قال : والحار يقال على وجوه : فمنه ما هو حار لأنه يسخن ما (٧) يماسه كالنار (٨). ويقال حار ، لأنه إذا حصل في بدن الإنسان استحال (٩) إلى حرارة تحس فيه (١٠). ويقال حار للذى يبلغ (١١) في ذلك إلى أن يوجع ويؤلم. وربما كان يفعل ذلك بالعرض فيكذب. ويقال حار للأكال المذيب كالزاج. ويقال حار للذى هو الكثير منه ، فيكون مسخنا لكثرته وإن كان (١٢) قليله لا يؤثر ، مثل الكرفس ، فإن الكثير منه يقوى على أن يسخن ، والقليل لا يفعل ذلك. ويقال حار للذى لا يبرد سريعا ويسخن سريعا (١٣) ، كالرصاص الذائب ، فإنه يقبل البرودة في زمان أبطأ من زمان الحديد. وهذا الوجه لا يقال به للنار أنه حار ، لأنه لا يسخن ، بل هو بنفسه (١٤) سخن (١٥). والماء (١٦) يقال له بارد
__________________
(١) فصل : فصل ز ب ؛ الفصل السابع د ، ط.
(٢) فيما : مما د ، م.
(٣) مغتذيا : مغتذى سا ؛ مغتذ م
(٤) إما : ساقطة من د ، سا.
(٥) ولذلك : ولهذا ط
(٦) فخالفه : فيخالفه د ، سا ؛ يخالفه م.
(٧) ما : بما ب
(٨) كالنار : كالبارد سا
(٩) استحال : استحالة د
(١٠) فيه : منه د ، سا ، ط ، م.
(١١) يبلغ : + منه م.
(١٢) كان : كانت د ، سا ، ط ، م.
(١٣) ويسخن سريعا : ساقطة من ط.
(١٤) هو بنفسه : نفسه سا
(١٥) سخن : سخين د ، سا ، ط ، م
(١٦) والماء : وإنما م.