الحار الذي لا يسقط القوى ، بل يقويها. بل يقويها. وأكثر ما يضره أن لا تكون عنده في إحساسه الحار المعتدل إلا باردا أو مائلا إلى البرد. وأما أنه يجب أن لا يلمس أصلا لأنه حار (١) المزاج ، فليس حر المزاج يمنع اللمس منه (٢) منع برد المزاج. وأما الرأى (٣) الذي يلوح لى خاصة هو أن الحساس الأول هو الروح ، وليس (٤) يجب أن تكون خزانة تولده أو خزانة تعديله أو خزانة حفظه حساسا ، إلا أن يكون له مزاج يقبل من الروح الحامل للقوة (٥) الحساسة الحس. والجوهر اللحمى أولى بذلك من الجوهر الرطب البارد المائى. وليس عندى فى هذا حكم جزم ، ولا شىء كالصدق. وعندى أن الروح إنما تستعد لقبول هذه القوى على شرط أن يكون حارا ، ليس أن يكون معتدلا. وأن النفس ليس إنما تعدله بأن تبرده (٦) ، بل بأن تمنع الإفراط الذي يكون له بحسب (٧) ما يؤدى إلى تحلله ، وأن تنفض عنه البخار الدخانى الذي هو فيه كالفضل في البدن. وأما العضو الذي به يكون الحس فيشبه أن يكون المعتدل منه أدق لمسا ، وأن الدماغ وضع باردا بإزاء القلب ليخفض (٨) من إفراطه ويفثأ (٩) من غليانه. وتفيد الروح الذي يأتيه اعتدالا ما بذلك (١٠) الاعتدال يكون أوفق لعمل الحس والحركة.
وأما القوة فتأتى الدماغ من (١١) القلب ومع الروح ، لكن الروح الذي يأتيه فإنه يصلح فى جوهره الأول أيضا لأعمال أخرى ، مثل التغذية والتنمية وغير ذلك. فإذا عدل بطل استعداده لتلك القوى ، فصار غير غاذ ، وانفرد بفعل (١٢) واحد ، ولم تترادف عليه الأفعال فتشغل بعضها عن بعض ، ولذلك (١٣) إذا صار إلى الكبد أبطل مزاج الكبد عنه (١٤) الاستعداد لفعل الحس والحركة ، وتركه خاصا (١٥) لفعل التغذية.
فهذه الأعضاء التي بعد القلب إنما تغير المزاج ليصير الروح عادم قوة ، وهذا بالذات
__________________
(١) حار : خارج سا.
(٢) منه : ساقطة من د ، سا ، ط ، م
(٣) الرأى : الذاتى د ، م.
(٤) وليس : فليس م.
(٥) الحامل للقوة : القوى د ؛ القوة سا ، م.
(٦) تبرده : تبرد ب ، ط ، م.
(٧) بحسب : بحسبه ب ، د ، ط ، م.
(٨) ليخفض : ليحفظ م.
(٩) ويفثأ : [فثأ القدر فثأ سكن غليانها (لسان العرب)]
(١٠) بذلك : فلذلك ط ؛ وذلك م.
(١١) من : مع سا ، ط ، م.
(١٢) بفعل : لفعل سا.
(١٣) ولذلك : وكذلك ط
(١٤) عنه : عند د ، سا.
(١٥) خاصا : خاصة ط.