وليصير (١) الروح أقوى فعلا من جهة قوة ، وهذا بالعرض ، لأنه إنما يصير أقوى فعلا من جهة لأنه يفرغه ، وإنما يفرغه لأنه يميط (٢) عنه شاغلا. وعلى هذه الجهة يصح أن يطرد القول أن النفس واحدة وأن أول تعلقها بأول عضو ، وستجد كتب اللواحق ـ إن عمّر الله (٣) ـ بالغة في شرح هذا الباب أقصى المبالغ. ولا يبعد أن يكون الازدياد في البحث يفضى بنا إلى حكم جزم في هذه الأبواب.
ولقد علمت أن الآلة الأولى للنفس هو (٤) الحار الغريزى وبها (٥) تتم جميع أفعالها وقد (٦) صينت في الإنسان (٧) في وسطه (٨) ، وكثر (٩) دمه ، وأعان حرارة مزاجه على انتصاب قامته ، وإن لم تكن الحرارة هي العلة الأولى الذاتية لذلك ، ولكن (١٠) القوة المصورة. وأما الحرارة فتكون معينة إعانة آلة القوة المصورة. ولم يخلق يافوخه عند الطفولة كيافوخ ما يشبهه في حاله ، بل هو في أول ما يولد يكون يافوخه (١١) لينا (١٢) جدا ليكون الطفل (١٣) الضعيف (١٤) الأعضاء ، وخصوصا ضعيف الدماغ الذي خلق للطف (١٥) الإنسان كثير الرطوبة.
ولننتقل الآن إلى ذكر الأعضاء الباطنة ونبدأ من فوق ومن الدماغ.
__________________
(١) يصير : يصيره ط.
(٢) يميط : يميل د.
(٣) الله : أغفلتها نسخة سا.
(٤) هو : هى ط ، م
(٥) وبها : وبه طا
(٦) وقد : وفي م.
(٧) الإنسان : الناس د ، ط ، م
(٨) وسطه : وسط د
(٩) وكثر : فكثر ط.
(١٠) ولكن : لكن ط ، م.
(١١) يكون يافوخة : ساقطة من ب ، ط ، م
(١٢) لينا : لدنا سا.
(١٣) الطفل : ساقطة من د ، سا
(١٤) الضعيف : ضعيف ط.
(١٥) للطف : للطيف ط.