الفصل الثامن
(ح) فصل (١)
فى الدماغ وتشريحه ونبات النخاع منه
قال : إن كل حيوان ذى دم فله دماغ ، وأما البحريات فإن (٢) لمالاقيا (٣) منها دماغا. والإنسان أعظم الحيوان ـ بحسب مشاكلة بدنه ـ دماغا. ونقول : إن ذلك لحاجته الكثيرة إلى آلة الروح النفسانى المفكر التي ليست (٤) لسائر الحيوانات ، فأما تشريح دماغ الإنسان فإن الدماغ ينقسم إلى جوهر حجابى ، وإلى جوهر مخى ، وإلى تجاويف فيه مملوءة روحا. وأما الأعصاب فهى كالفروع المنبعثة عنه لا على أنها أجزاء جوهره (٥) الخاص به (٦). وجميع الدماغ منصف في طوله تنصيفا نافذا (٧) في حجبه ومخه ، وفي بطونه ، لما في التزويج من المنفعة ؛ وإن (٨) كانت (٩) الزوجية في البطن المقدم وحده أظهر للحس. وقد (١٠) خلق جوهر الدماغ باردا رطبا ؛ أما برده فلئلا تشغله (١١) كثرة ما يتأدى إليه من قوى حركات الأعضاء (١٢) وانفعالات الحواس وحركات الروح في الاستحالات التخيلية (١٣) والفكرية والذكرية ، وليتعدل به الروح الحار جدا النافذ إليه من القلب في العرقين الصاعدين منه إليه ، وخلق رطبا لئلا تجففه الحركات وليحسن تشكله (١٤) ، ولينا (١٥) دسما.
أما الدسومة فليكون (١٦) ما ينبت منه من العصب علكا. وأما اللين فقد (١٧) قال الطبيب
__________________
(١) فصل : فصل ح ب ؛ ساقطة من د ؛ الفصل الثامن من ط.
(٢) فإن : فإنه ط.
(٣) لمالاقيا : مالاقيا د.
(٤) ليست : ليس ب ، د.
(٥) جوهره : جوهر ب.
(٦) الخاص به : ساقطة من د ، سا ، م
(٧) نافذا : ساقطة من د ، سا ، م.
(٨) وإن : فإن م
(٩) كانت : كان د ، سا
(١٠) وقد : فقد م.
(١١) تشغله : تشتعله ط.
(١٢) الأعضاء : الأعصاب ط
(١٣) التخيلية : التخييلية ط
(١٤) ولينا : لينا د ، سا ، م.
(١٥) باردا رطبا ... وليحسن تشكله : ساقطة من د ، سا ، م.
(١٦) فليكون : فيكون د
(١٧) فقد : وقد د.