الرطوبة التي تسمى زجاجية. وهما (١) ينفذان على التقاطع الصليبي من غير انعطاف. وقد ذكر لوقوع هذا (٢) التقاطع منافع ثلاث : إحداها لتكون الروح السائلة إلى إحدى الحدقتين غير محجوبة عن السيلان إلى الأخرى إذا عرضت لها آفة ، ولذلك تصير كل واحدة من الحدقتين أقوى إبصارا إذا غمضت الأخرى وأصفى منها لو لحظت والأخرى تلحظ (٣) ، ولهذا ما تزيد الثقبة العينية اتساعا إذا غمضت (٤) الأخرى وذلك لقوة اندفاع الروح إليها. والثانية أن يكون للعينين (٥) مؤدى واحد يؤديان إليه شبح المبصر فيتحد هناك ، ويكون الإبصار بالعينين إبصارا واحدا (٦) لتمثل (٧) الشبح في الحد المشترك ، ولذلك تعرض للحول (٨) أن يروا (٩) الشىء شيئين عند ما تزول إحدى الحدقتين إلى فوق أو إلى (١٠) أسفل ، فتبطل به استقامة نفوذ المجرى إلى التقاطع ، ويعرض قبل الحد المشترك حد لانكسار العصبية. والثالثة لكى تستدعم كل عصبة الأخرى (١١) وتستند إليها وتصير كأنها تنبت من قرب الحدقة.
والزوج الثاني من أزواج العصب الدماغى منشؤه خلف منشأ الزوج الأول ومائلا عنه إلى الوحشى (١٢) ويخرج من الثقبة التي في النقرة (١٣) المشتملة على المقلة ، فينقسم في عضل المقلة. وهذا الزوج غليظ جدا ليقاوم غلظه لينه الواجب لقربه من المبدأ ، فيقوى على التحريك ، وخصوصا إذ لا معين له ، إذ الثالث مصروف إلى تحريك عضو كبير هو الفك الأسفل ، فلا يفضل عنه فضلة ، بل يحتاج إلى معين غيره ، كما نذكره (١٤).
وأما الزوج الثالث فمنشؤه الحد المشترك من مقدم الدماغ ، ومؤخره من لدن قاعدة الدماغ ، وهو يخالط أولا الزوج الرابع قليلا ، ثم يفارقه. ويتشعب أربع شعب (١٥) : شعبة تخرج من مدخل العرق السباتى الذي نذكره بعد ، وتأخذ منحدرة عن الرقبة حتى
__________________
(١) وهما : وقد ذكر جالينوس أنهما ط.
(٢) هذا : هذه ط ، م.
(٣) تلحظ : لا تلحظ ط.
(٤) غمضت : غمضنا د ، سا ، م.
(٥) للعينين : للعين م.
(٦) واحدا : ساقطة من م
(٧) لتمثل : ليتمثل د ، سا ، م
(٨) للحول : للأحول ط ، م.
(٩) يروا : يرى ط ، م
(١٠) أو إلى : وإلى م.
(١١) الأخرى : بالأخرى ط.
(١٢) الوحشى : الوحش م
(١٣) النقرة : الفقرة سا ؛ النقيرة م.
(١٤) نذكره : سنذكره ط.
(١٥) أربع شعب : شعبا ط ، م.