الحركة ، وليكون وهو مجوف كالمصمت. والتجويف يقل إذا كانت الحاجة إلى الوثاقة أكثر ، ويكثر إذا كانت الحاجة إلى الخفة أكثر. والعظام المشاشية خلقت كذلك لأمر الغذاء المذكور ، مع زيادة حاجة ، بسبب شىء يجب أن ينفذ فيها كالرائحة المستنشقة مع الهواء في عظم المصفاة ، ولفضول (١) الدماغ المدفوعة فيها.
والعظام كلها متجاورة متلاقية ، وليس بين شىء من العظام وبين العظم الذي يليه مسافة كبيرة ، بل في بعضها مسافة يسيرة تملؤها لواحق غضروفية أو شبيهة بالغضروفية ، خلقت للمنفعة التي للغضاريف. وما لم يجب فيه مراعاة تلك المنفعة خلق المفصل بينها (٢) بلا لاحقة كالفك الأسفل.
والمجاوات التي بين العظام على أصناف. فمنها ما يتجاور تجاور مفصل سلس. ومنها ما يتجاور تجاور مفصل عسر (٣) غير موثق. ومنها ما يتجاور تجاور (٤) مفصل موثق مركوز أو مدروز (٥) أو ملزق. والمفصل السلس هو الذي لأحد عظميه أن يتحرك حركاته سهلا من غير أن يتحرك معه العظم الآخر ، كمفصل الرسغ مع الساعد. والمفصل العسر الغير الموثق ، هو أن يكون حركة أحد العظمين وحده صعبا وقليل المقدار ، مثل المفصل الذي بين الرسغ والمشط ، أو مفصل ما بين العظمين من عظام المشط. وأما المفصل الموثق فهو الذي ليس لأحد عظميه أن يتحرك وحده البتة ، مثل مفصل عظام القص (٦). فأما المركوز فهو ما يوجد (٧) لأحد العظمين زيادة ، وللثانى نقرة ترتكز فيها تلك الزيادة ارتكازا لا يتحرك فيها ، مثل الأسنان في منابتها. وأما المدروز فهو الذي يكون لكل واحد من العظمين تحازيز وأسنان ، كما للمنشار ، وتكون أسنان هذا العظم (٨) مهندمة في تحازيز ذلك العظم ، كما يركب الصفارون صفائح النحاس. وهذا الوصل يسمى شأنا ودرزا كما لمفاصل (٩) عظام القحف. والملزق منه ما هو ملزق طولا ، مثل مفصل ما بين (١٠) عظمى الساعد ، ومنه ما هو ملزق عرضا مثل مفصل الفقرات السفلى من فقار الصلب ، فإن العلى (١١) بينها مفاصل (١٢) غير وثيقة.
__________________
(١) ولفضول : وكفضول ط.
(٢) بينها : بينهما د ، ط ، م.
(٣) عسر : ساقطة من سا
(٤) تجاور : بتجاور ط
(٥) مدروز : مدروس سا.
(٦) القص : القس سا ؛ القصر م.
(٧) ما يوجد : ما لا يوجد م.
(٨) العظم (الأولى) : العظام م.
(٩) كما لمفاصل : كمفاصل ط ؛ كالمفاصل م.
(١٠) ما بين : بين ط.
(١١) العلى بينها : العليا بينهما ط
(١٢) : مفاصل ساقطة من ط.