المنفذ الضيق لينفذ فيه الكثير منه ، ولا على مزاحمة المنفذ المنطبق فيه ، جعل مجراه مفتوحا ، ومع ذلك واسعا. وأما مجرى الغذاء فقد كفى أن يكون لحميا غشائيا منطبقا مجتمعا لا يشغل مكانا كبيرا فإن الغذاء لثقله واكتنازه يفتحه ويوسعه عند النفوذ. ولما كان التجويف الذي يقبل الغذاء تجويفا تجرى فيه أفعال طبخ الرطوبات وفيها فضول ، ولا يخلو بعضها عن تغير رائحة وعن قذارة (١) (٢) وبالجملة عن أبخرة غير صافية ، بل كدرة موحشة (٣) ، جعل بين الجوفين برزخ صفيق عصبى وهو المسمى بالحجاب الحاجز على ما تذكر (٤) من تشريحه في جملة العضل. فحال توسطه (٥) بين البخار العفن وبين النسيم الطيب ، وخصوصا إذا اقتضى ثقل الأثقال وغلظها أن يكون مدفعها إلى جهة ميلها أى إلى أسفل. وذلك يوجب وقوع معدن الغذاء تحت ، لأن الغذاء أثقل من النسيم ، فيجب أن يكون معدنه أسفل. ولأن أولى منافذ فضله أن يكون إلى أسفل. ولا بد أن يكون مع ذلك متصلا به ، والمتصل بالأسفل أسفل. ووجب من جميع ذلك أن يكون معدن النسيم فوق (٦) وإذ (٧) كان معدن النسيم من فوق كان معرضا (٨) لتصعد الأبخرة القذرة إليه (٩). فبالحرى أن يضرب بينه وبين معدن الغذاء سور (١٠). ومعدن النسيم يشتمل على رئة وقلب. ومعدن الغذاء وهو المطبخ يشتمل على عضو كالقدر وهو المعدة ، وعن (١١) يمينه الكبد مشتملا من تلك الجهة عليه ، مربوطا بما حواليه ، وفيه يستحيل الغذاء إلى الدموية الكاملة. وأما عن يساره وإلى تحت يسيرا فقابل الفضلة الثقيلة (١٢) ، وهو الطحال. وتحت الكبد من تقعيره متصلا به قابل الفضلة (١٣) الرغوية وهو المرارة ، وتحته من تحديبه متصلا به قابل الفضلة (١٤) المائية وهو الكليتان ، ومفرغة المثانة. وأما مفرغة المعدة ، فالأمعاء (١٥).
ولنبتدئ الآن (١٦) بتشريح أعضاء النفس وهي ما في التنور ، وأولها قصبة الرئة والحنجرة (١٧)
__________________
(١) بعضها ... قذارة : ساقطة من د (٢) وعن قذارة : وقذارة م.
(٣) موحشة ...
الجوفين : ساقطة من د.
(٤) ما نذكر : ما نذكره ط ، م (٥) توسطه : متوسطة ط.
(٦) فوق : من فوق د (٧) وإذ : وإذ إن د ؛ وإذا سا ، ط ، م.
(٨) معرضا : معدنا سا (٩) إليه : ساقطة من ط ، م.
(١٠) سور : بسور ط ، م. (١١) وعن : ومن سا.
(١٢) الثقيلة : التفلية ط. (١٣) الفضلة : للفضلة ط.
(١٤) الفضلة : للفضلة ط.
(١٥) فالأمعاء : والأمعاء سا ، م.
(١٦) ولنبتدئ الآن : فنبتدئ الآن د ، سا ؛ فلنبتدئ ط ، م
(١٧) والحنجرة ... الرئة : ساقطة من م.