وهذا الثرب مع تبريته (١) منوط بمناوط من المعدة وتقعير الطحال ، ومواضع شرياناته والغدد التي بين العروق المصاصة المسماة مساريقا (٢) وبين المعا الاثنى عشرى. لكن مناوطها قليلة وضعيفة. وربما اتصل بالكبد وبأضلاع الزور اتصالا خفيا. وهذه المناوط هي المنابت للثرب وأولها المعدة. وهذا الثرب كله (٣) جراب (٤) لو أوعى (٥) شيئا سيالا أمسكه (٦). وإذا (٧) حققت فإن الجلد والغشاء الذي بعده وهو لحمى والعضل الموضوع في الطبقة الفوقانية من طبقات عضل البطن المعلومة معدود كله في جملة المراق. والطبقة السفلانية من طبقات عضل البطن مع الغشاء الرقيق الذي هو بالحقيقة الصفاق من جملة الصفاقات. والثرب كبطانة للصفاق (٨) ظهارة للمعدة. وهذه الأجسام كلها متعاونة في تثخين المعدة تعاونها في وقايتها. وفي أسفل المعدة ثقب تتصل به (٩) المعا الاثنى عشرى. وهذا (١٠) الثقب يسمى البواب ، وهو (١١) أضيق من الثقب الأعلى لأنه (١٢) منفذ للمهضوم المرقق ، وذلك منفذ لخلافه. وهذا المنفذ ينضم إلى أن يقضى (١٣) ، ثم ينفتح إلى أن يقضى الدفع.
واعلم أن المعدة تغتذى من وجوه ثلاثة : أحدها بما يتعلل به والطعام يعد فيها ، والثاني بما يأتيها من الغذاء في العروق المذكورة في تشريح العروق ؛ والثالث بما قد ينصب إليها عند الجوع الشديد من الكبد دم أحمر نقى فيغذوها.
واعلم أن القدماء إذا قالوا فم المعدة عنوا تارة المدخل إلى المعدة وتارة أعلى المدخل الذي هو الحد المشترك بين المريء والمعدة. ومن الناس من يسميه الفؤاد والقلب اشتراكا في الاسم أو ضعفا (١٤) في التمييز.
وأما بقراط فكثيرا ما يقول : فؤاد ، ويعنى به فم المعدة بحسب المؤول (١٥) (١٦).
__________________
(١) تبريته : التربية ط. (٢) مساريقا. بالمساريقا ط.
(٣) كله : كأنه ط (٤) جراب : جذاب ط
(٥) أوعى : ادعى ط
(٦) أمسكه : أمكنه ط.
(٧) وإذا : فإذا ط.
(٨) للصفاق : الصفاق ط.
(٩) به : بها ط.
(١٠) وهذا : وهذه ط
(١١) وهو : وهي ط
(١٢) لأنه : لأنها ط.
(١٣) يقضى : ينفى ط.
(١٤) ضعفا : صنفا ط.
(١٥) المؤول : التأويل ط.
(١٦) وهذا الثرب ... المؤول : ساقطة من د ، سا ، م.